محمد حسن علوان:
قصف الجبهة وريث شرعي ل «ألقمه الحجر»!
حوار/عبدالعزيز النصافي
،، قيل عن غازي القصيبي (روائي عند الشعراء شاعر عند الروائيين) أنت ماذا قيل عنك؟
– قيل ما يشبه ذلك. ما يدلّ أن المقولات قابلة للتركيب على شخصٍ أو آخر حسب المزاج الصحافيّ.
،، على الكلمات التي نحبها أن تبقى دائماً في أفواهنا وأن نعيد كتابتها مراراً على الورق. إلى اي مدى انت مؤمن بهذا الكلام؟
– لتويّ أقرأه الآن. الإيمان يحتاج وقتاً!
،،يقول إمبرتو إيكو: تعلمت وأنا أكتب روايتي الأولى أن (الإلهام) كلمة سيئة وعادة ما يستعملها الكتاب اعتباطا لكي يلبسوا لبوس الفنانين المحترمين. أنت ماذا تعلمت؟
– تعلمت أن الإلهام حالة واقعية وعملية جداً، تأتي نتيجة لتفاعلات فكرية وشعورية يومية وتراكمية. وليست تلك الحالة السحرية الرومنطيقية التي تتنزّل تنزلاً من السماء أو تبثّ بثاً من الأرض.
،،يا ترى كيف كان (الحلم) قبل أن تصل إلى (سقف الكفاية)؟
– ما زال الحلم نفسه، ولكنه يأخذ أشكالاً مختلفة في كل مرحلة.
،، على فكرة.. الروائي الذي يفكر ب«السقف» و«الخط الأحمر» و«منع من النشر» ماذا تقول له؟
– أقول له اكتب في المساحة الآمنة منذ البداية حتى لا تضطر لتطويع الفن من أجل الخط الأحمر.
،، (القندس) حيوان برمائي (دميم) الشكل ومع هذا جعلك تطرق (أبواب النجومية) هذا ماذا يعني؟
– هذا السؤال مليء بالمغالطات. فأنا لستُ نجماً والقندس ليس دميماً!
،، (طوق الطهارة) بماذا خرجت منه؟
– ببعض الفوائد حول أخطاء البث والاستقبال.
،، محمد العباس يقول: بعد سبع صفحات من أي رواية، إذا لم تصادفك عبارة شاعرية، مفيدة، ملهمة. فاتركها بلا ندم. ولا داعي لشرب البحر كله لتكتشف أنه مالح. ملعقة واحدة تكفي. هل تتفق معه أم تختلف؟
– أتفق معه في كون الخبرة القرائية تجعلك تكتشف ضعف النص منذ البداية. ولكن ثمة من يستمتع بنصٍ ضعيف لأسباب مختلفة، غير فنية، كأن تمسّ الرواية جانباً شخصياً أو نوستالجياً في حياة القارئ.
،، أيضاً يقول محمد العباس: الروائي الذي لا يسمح لشيء من ذاته بالتسرُّب إلى نصه لا يقنعني.. لا يشبع فضولي.. ولا يفتح شهيتي لقراءته.. ماذا عنك أنت؟
– الرواية التي تمتعني سأقرأها بغضّ النظر عن مكوّنات هذه المتعة.
،، من يقول: (العربدة) شقيقة (الإلهام) ماذا تقول له؟
– أقول له: لكم إلهامكم ولي إلهامي!
،، متى يكوم (الكلام) أبلغ من (الصمت)؟
– عندما يكون خيال المستمع أضيق من أن يحركه الصمت.
،، (غلطة) ثقافية ندمت على اقترافها؟
– كل كتاب أنشره مفترضاً أنه يستحق القراءة.
،، يقول: إدوارد سعيد (مهمة المثقف إزعاج السلطة)!. أنت ماذا تقول؟
– للمثقف حرية اختيار مهامه التي يريد الاضطلاع بها أو لا يختار أي مهمة على الإطلاق.
،، عندما يحاصرك (الرقيب) في روايتك كيف (تراوغ) حتى تصل إلى (هدفك)؟
– الرقيب ليس خصماً. هو شخص يقوم بعمله كما أقوم بعملي. لديه وجهة نظر كما لديّ وجهة نظر. وبالتالي لا مراوغة هنا بل مفاوضات قد تنجح وقد لا تنجح.
،، يقول (فاروق جويدة): «والحبّ في زمن الضياعِ سحابةٌ..وسرابُ أيامٍ/ وشيءٌ من خيالْ»! أنت ماذا تقول؟
– أقول إن الحب أثقل من سحابة وأحقّ من سراب وأوسع من خيال.
،، ظاهرة (أصغر مؤلف) و(أصغر مؤلفة) بهرجة إعلامية أم ظاهرة إيجابية؟
– إذا أبقيناها في سياقها الأساس، وهو التشجيع، فهي ظاهرة إيجابية ومفيدة.
،، مفهوم (قصف الجبهة) المتداول في تويتر يعبر عن ماذا من (وجهة نظرك)؟
– يعبّر عن الوريث الشرعي من عبارة (ألقمه الحجر).
،، تغريداتك في تويتر من أي (المناهل)؟
– من المناهل التي تتناقص عفويتها يوماً بعد آخر مع ازدياد معدلات الشراسة والتربص وهوس الصراع التياري.
،، تلك (شنشنة نعرفها من أخزم) لمن تقولها؟
– لنفسي كلما سوّفت في ممارسة الرياضة.
،، الروائي (محمد حسن علوان) ماذا يقول عن القاصّ (محمد علي علوان)؟
– أعتذر له عن الصداع المعنويّ الذي سببه له تشابه الاسمين.
،، يقول أحمد أبودهمان: نحن على حد علمي القبيلة الوحيدة التي تهبط من السماء. نعيش في منطقة جبلية، والسماء عندنا جزء من الجبال. في قريتي لا يسقط المطر كعادته بل يصعد.. أنت كيف تصف قريتك؟
– لم أعش يوماً في قرية. فاتني أن أرى مطراً يصعد للأعلى.
،، روائي ولكنه (في الدرك الأسفل) من الرواية من هو؟
– لا يوجد دركات سفلية ولا أدراج علوية في الروايات ولا في الفن عموماً.. أو هكذا أحب أن أراه.
،، روائي سعودي تشير إليه بسبابتك؟
– إذا كانت سبابة الاتهام فهو أنا.
،، إذا سقط العرب من (التاريخ) فهل ستضمن (الجغرافيا) بقاءهم؟
– التاريخ ليس منخلاً. لا أحد يسقط منه.
،، (فنان) يشبع ذائقتك الموسيقية؟
– أنغام عندما تغني «مضناك جفاه مرقده».
،، مع الصباح في أي (عمود) صحافي ترمي عينيك؟
– لا أقرأ الصحف اليومية إلا قليلاً. أكتفي بملخص أسبوعيّ شامل تقدمه بعض المجلات العالمية.
،، أكثر كلمة مغناة نسمعها هى «حب» وأكثر كلمة مكتوبة نقرؤها هى «ديمقراطية» وكلتاهما غير متوافر فى الأسواق. قالها جلال عامر. تعليقك؟
– أمرٌ عاديّ. كثير من السلع يسمح ببيعها للكبار فقط.
،، في هذا البحر المتلاطم من المشكلات في العالم العربي، هل السياسي مع الثقافي أم الثقافي مع السياسي؟
– يفترض أن الثقافي يسهم في تشكيل السياسي ونقده. الواقع عكس ذلك.
،، ما السؤال الذي تمنيت أن أسألك إياه؟
– السؤال الذي تجعلني الإجابة عليه أبدو حصيفاً وعميقاً.
،، ماذا بقي لك في (حقيبة) الأماني؟
– بعد النعم، نسأل الله دوام النعم وتمامها وشكرها.
،، في حياة كل منا (نقطة) سوداء – فهل تملك الشجاعة للحديث عنها؟
– جاري البحث عن الشجاعة.
،، كل ممنوع مرغوب بصراحة ما الممنوع الذي ترغبه؟
– أرغب في الاطلاع على أسرار الكون.
،، بيت من الشعر يلخص رؤيتك للحياة؟
– لم أجده بعد. وأتمنى ألا أجده. من المحبط أن تنكمش كل رؤيتك للحياة في بيت شعر واحد.
،، الحياة بأي لون تبدو لك؟
– بلون قريحتي.
،، (القراءة) بحسب هنري ميلر.. «إجراء لا ينتهي أبداً، فيمكن إنجاز ذلك بأي شيء؛ بورقة نبات، بزهرة، بحافر حصان، بعيني طفل مصابتين بالتعجب أو بالنشوة» بحسب محمد حسن علوان ماذا؟
– الإمساك بكتاب والانتقال من سطر إلى سطر وصفحة إلى أخرى ليس قراءة بالضرورة.
،، جاري الكتابة… ماذا تكتب قبل النهاية؟
– رواية جديدة لا أدري هل ستنشر أولاً أم هذا الحوار.
،، لو سمحت انتهت أسئلة هذا الحوار وهذا إغلاق الخمسين ضع تحته ما ترى؟
– إذا لم ينشر الحوار فلن أحتجّ.