arrow-leftarrow-rightaskfmemailfacebookgoodreadsinstagramtwitter
العودة إلى قراءات نقدية في سقف الكفاية

مدونة محمد حبيب

قراءة في رواية سقف الكفاية

محمد حبيب

مدوِّن مصري

معرفتي بالأدب العربيّ خارج حدود الكتاب المصريين, لم تكن تتجاوز حدود الشعر, بداية قرائتي للأدب الروائي العربي كانت مع أحلام مستغانمي قبل أكثر من عام, من خلال ثلاثيّة ذاكرة الجسد/فوضى الحواس/عابر سرير, أسلوبها الشعريّ في الكتابة راقني جدّا, بعدها قرأت “سقف الكفاية” لمحمد علوان, عن سابق إعجاب بقصائد الكاتب المنشورة على موقعه, يتشابه أسلوب علوان مع أحلام كثيرا, ربما لكوْن الإثنيْن قد مرّا بتجربة الشعر قبل كتابة الرواية, فخرجت رواياتهما تحمل طابعا فلسفيّا حالما بعيدا عن الأحداث المتلاحقة أو المثيرة التي تميّز أغلب الروايات الكلاسيكيّة.

“سقف الكفاية” عبارة عن رسالة طويلة من بطل الرواية “ناصر” إلى حبيبته “مها” التي تركته وتزوجت من آخر, الرواية كلها يحكيها بطلها ناصر على شكل خواطره التي ينتقل بها بين زمنيْن, الأوّل الذي بدأت فيه قصته مع مها في الرياض, والثاني الذي يحيا فيه بمنفاه الإختياريّ في فانكوفر مع شركاء غربته.

الرواية كلها تدور حول مها, إلاّ أن هذا لم يمنع الكاتب من إقتحام آفاق أخرى جعلت الرواية أكثر عمقا, فأتى الموت فيما حدث للجدّة, والوطن في قصة صديق المنفى العراقيّ “ديار”, والغربة الإختياريّة في وجوده بفانكوفر بحجّة الدراسة.

كتب علوان الرواية قبل خمس سنوات عندما كان في الثالثة والعشرين من عمره, وتعرّض للعديد من الإتهامات بأن هناك من “كتبها له”, وهذه شهادة على تميّز الكتاب, ودلالة على مدى إستعداد مجتمعاتنا لتقبّل فكرة إقتحام الشباب لمجالات كهذه, وعلى رؤيتنا للسقف الذي يحدّ إبداع الشخص بحسب الفئة العمريّة التي ينتمي إليها!

نُشِر لمحمد حسن علوان روايتان بعد سقف الكفاية: صوفيا وطوْق الطهارة. وله العديد من القصائد والقصص القصيرة منشورة على موقعه ولم يضمهما كتاب بعْد.