arrow-leftarrow-rightaskfmemailfacebookgoodreadsinstagramtwitter
العودة إلى قراءات نقدية في صوفيا

جريدة الاقتصادية السعودية

الجمال السعودي في بيروت

تركي الدخيل

إعلامي ومذيع سعودي

وجوه بيروت الجميلة أكثر من أن تعد، ولذا يبقى زائرها مفتوح الأعين مشدوداً باتجاه الجمال على الدوام أحد أبرز وجوه بيروت الجميلة وجهها الثقافي والفكري، فمن يزور لبنان دون أن يرتاد مكتباتها ظالم لنفسه.

تجولت في مكتبات عديدة، بعضها متخصص والآخر غير ذلك، وأجمل ما سرني أني رأيت كتباً لمؤلفين سعوديين تتصدر أماكن العرض التي يستهدف الباعة بها الزبائن في المداخل والمخارج.

رأيت رواية صديقنا الجميل محمد حسن علوان الجديدة «صوفيا» التي صدرت قبل أشهر، في أماكن بيع الصحف في الفنادق، وفي المكتبات، وكان معظم الكتبيين يدلونني عليها، ولم يعلموا أني اشتريتها لأني أبحث عنها أصلاً، لأبقي شيئاً من محمد المبتعد صيفاً إلى فانكوفر قريباً مني.

هذه هي الرواية الثانية للشاب العشريني ـ من مواليد الرياض في آب أغسطس 1979 ـ بعد روايته الأولى «سقف الكفاية» التي طرحها قبل أعوام، وقال لي عيسى أحوش الناشر في دار بيسان اللبنانية «إن «صوفيا» تلقى رواجاً جميلاً ليس بين السعوديين فقط، بل حتى بين العرب، وقبل أيام زارني أستاذ في الجامعة اللبنانية وأثنى عليها كثيراً».

الجميل أيضاً أن غلاف «صوفيا» هو من تصميم فتاة سعودية ـ كما قرأت في جسد الثقافة، وإن لم يُشر إليها في الكتاب بتاتا.

كان ممتعاً أن ترى روايات تركي الحمد، ثلاثية أطياف الأزقة المهجورة، «شرق الوادي»، «جروح الذاكرة»، و«القارورة» ليوسف المحيميد، و«لم أعد أبكي» لزينب حفني، وفي غير الرواية «أفي الله شك؟» لحمد المرزوقي، و«النخب السعودية دراسة في التحولات والإخفاقات» لمحمد بن صنيتان، كلها في طليعة الكتب التي تواجهك في المكتبات، يضعها أصحاب دور العرض لاستقطاب الزائرين على اعتبارها من أهم الإنتاج الفكري الجديد الذي قذفت به المطابع.

لست أدعو إلى عصبية قُطرية، لكني أفرح بنتاج جميل لأبناء بلدي، على الصعيد الفكري والثقافي يقول للناس هنا وهناك إن السعوديين لديهم وجوه جميلة غير الإرهاب والنفط، وجها العملة التي بات الغرب يقولبنا فيها رضينا أم أبينا.

وحتى يحقق سعودي ميدالية ذهبية في أولمبياد أثينا الحالي، تعزز صورة ذهنية إيجابية عن وطننا، أترككم تستمتعون بالثقافة.