الطهارة.. فقط من وجع كتابة الرواية الحقيقية
ناقد سعودي
يؤكد محمد حسن علوان في إصداره الجديد ”طوق الطهارة“ على أن ثمة تلهفا عابرا للكتابة والإنتاج في مشهدنا الروائي المحلي، يسلب الأعمال الأدبية قيمتها الفنية وتأثيراتها المنشودة، دالا على محدودية النظرة للفن الروائي.
ولذلك فقد رأيت أن من الواجب المعرفي أن أتناول مثل تلك الأعمال، ولو أن في مقاربتها تغييراً في قناعتي، بألا أمس إلا النصوص الروائية المنهمكة حقا في فن الرواية.
أحاول الآن أن يجيء حديثي عن هذا العمل دقيقا ومفصلا على النحو الآتي:
أولا: بناء النص/خطة سير الأحداث
تفتقد ”طوق الطهارة“ للتماسك والانسجام بين الوحدات السردية المشكلة للأحداث، رغم أن ثمة روايات حقيقية تفتعل بوعي هذا التقويض لغايات فنية ودلالية شتى. فالعمل يبدأ بحدث نشر ”غالية“ لكتابات متفرقة كان قد كتبها ”حسان“، كان إصدارها في كتاب بمثابة المفاجأة المدهشة له. ليأتي ذكر هذه الوحدة السردية في مواضع شتى داخل العمل من غير أن يتم استثمارها لتؤدي أية وظيفة سردية، أو أن تتعالق ـ بأي شكل ـ مع البناء العام للعمل.
كذلك، فإن الكاتب وهو يعود إلى زمن ماض بعيد، وهو زمن طفولة “حسان” وما تعرض له من تحرش جسدي داخل المدرسة نجده يبدأ هذه الوحدة السردية بتأكيد على أن ”علاقة حسان بأبيه كانت ستبقى أبسط لولا تلك الحادثة“. ثم لا نجد أثرا على امتداد العمل لهذه العلاقة الجديدة وتفاعلها مع الخط العام لسير الأحداث.
وإذا كانت الوحدة السردية التي تمثل محور العمل هي علاقة السارد ”حسان“ العاطفية بـ”غالية“ ـ ثم ببقية الأخريات ـ فإن ذلك الأساس السردي لا يتناغم مع بقية الوحدات التي يتحدث فيها ”حسان“ عن طفولة أبيه واتزانه وحنانه وعصاميته وتعاطيه للكتابة والثقافة ثم سجنه وتقاعده، وعن أمه وانتقالها من ”النماص“ إلى ”الرياض“ ثم فشل زواجها الأول وتزويجها من والد حسان، ثم التقائها بجارتها الشامية ”مديحة“ التي تجاوزت بها فضاءاتها الضيقة إلى محاولات بسيطة للتحرر والانفتاح الاجتماعي والثقافي على السواء!
بمعنى، كيف لنا أن نفسر مجيء تلك الوحدات السردية على هذه الوتيرة ”هل إن بطل العمل وسارده حسان يكتب سيرة ذاتية عادية لحياته يختار منها ما يريد كتابته وتسجيله فنعدُّ ذلك ـ تجاوزا ـ برواية/سيرة ذاتية؟ على الرغم من بساطتها!“. ولكن ذلك التقريب في ”وجهات النظر“ يختلف مع قيمة الرواية الرئيسة في كونها صياغة رومانسية لعلاقة عاطفية فحسب!. العمل ـ كما أزعم ـ هو بمثابة مقالات ذاتية وجدانية، لا يتوافر على قدر كاف من التقنيات السردية التي تجعله ”يحوم“ على الأقل حول حمى الرواية.
ثانيا: صيغة السرد/الشخصيات
يستخدم الكاتب للسرد أسلوب ضمير المتكلم لشخصية ”حسان“ التي يهيمن صوتها على بقية الأصوات متكفلة بصياغة أحداث السرد، مع وجود ملامح أخرى من سرد مشهدي حواري ”كالذي بين حسان وأبيه أو صديقه وزان“، وبضع رسائل متبادلة بين ”حسان“ و”غالية“.
ولكن هذه الصيغ السردية لا تخرج عن الإطار التقني السردي ”العادي تماما“، ولا تمثل في الحقيقة سوى صيغة سردية كلية واحدة، يبرز فيها صوت ”حسان“ متواطئة معه بقية أصوات الشخصيات الأخرى، التي لا تقول سوى الشيء ذاته، بل إن الكاتب نتيجة لرومانسيته المفرطة يكرس دائما فيها النموذج المنفرد للمثالية والسمو ”أبوه: عصامي، متزن حنون، مثقف، مناضل. وأمه: جميلة وطيبة وواعية، وأصدقاؤه: برجوازيون، ذوو شهادات علمية رفيعة، متمردون معه على نمط عيشهم الرتيب في مدينتهم الرياض“.
الكاتب لم يعمل على الإطلاق على صياغة عالم متعدد الأصوات أو تحطيم بعض الأشكال القائمة للرواية التقليدية المونولوجية ”المتجانسة homophona“.
ثم إذا كان التناص ”الذي هو تداخل النصوص“ مع النصوص والسياقات الأدبية والفنية والتاريخية والاجتماعية ـ أو مع بعضها على الأقل ـ يكسب النص الروائي قيمته الفنية ويمنحه ثراء معرفيا يخاطب الوعي والعاطفة معا، فهذا لم نجده كذلك في “طوق الطهارة” إذ ليس في العمل سوى مقاطع من أغنيات ”محمد عبده“ وبضع كلمات متداولة سلفا للرائد النفسي ”فرويد“. يقول ”باختين“ عن الرواية المتعددة الأصوات ـ والتي ليست هي قطعا طوق الطهارة ـ ”إن الرواية المتعددة الأصوات ذات طابع حواري على نطاق واسع، وبين جميع عناصر البنية الروائية توجد دائما علاقات حوارية، أي إن هذه العناصر جرى وضع بعضها في مواجهة البعض الآخر مثلما حدث عند المزج بين مختلف الأعمال في عمل موسيقي ضخم“.
ولعل من أبرز أسباب تلك الفردية المطلقة لصيغة السرد برود الشخصيات وسلبيتها وتماهيها مع صوت الفحولة البرجوازية ”حسان“، فشخصية ”غالية“ والتي تمحورت حولها معظم فصول السرد، وكانت سببا رئيسا في صياغة كل ذلك الحشد الهائل من العواطف والأحاسيس واللغة الشعرية الفاتنة لم تقدم في العمل بما يشفع لها على الإطلاق أن تمثل محور الجاذبية لقيمة العمل وجوهره ومضمونه وشكله. ”ألا يختلف الحال ـ على سبيل المثال ـ مع مريم في ”طوق الياسمين“ لواسيني الأعرج أو حياة لدى أحلام مستغانمي؟“.
أما إذا كان الكاتب يظن أن ”غالية“ يكفي منها أن تقنعه هو فقط، بلسان سارده “حسان” فعندئذ يتأكد تشابه العمل مع الخواطر والمذكرات التي يكتبها شاب في كراسة دراسته، لذاته المنهكة على الأقل، أو يقولها في لحظة تجل لصديق على شرفة مقهى أو قارعة طريق!
ألم يكن ”أوتوكاوس“ يحتفي كثيرا بالروائيين الذين يشبهون ”أرباب المنازل الذين يستطيعون أن ينسجموا بصورة رائعة، وفي آن واحد مع مجموعة من الضيوف متنوعة المشارب ليسيطروا على اهتمام مجتمع متعدد الألوان، وأن يجعل الجميع بدرجة واحدة من التوتر والاهتمام“؟.
ثالثا: رؤية العمل/الخطاب
ربما أنه من الطبيعي أن النص الذي يحمل ثراء فنيا تقنيا ـ لا تكفي لتحقيقه اللغة الشعرية وحدها بالطبع ـ يتوافر على منتجات دلالية بالغة الثراء والتعقيد والسمو، تمنح الدهشة وتثير الألق. فالنصوص الخالدة يمثل مضمونها وشكلها وجهين لعملة أنيقة واحدة. وبالتالي فإن بساطة الصيغ والأشكال في ”طوق الطهارة“ أفضت إلى بساطة أخرى على مستوى الأثر وإنتاج الدلالة.
على سبيل المثال نجد أن التربية التي يتلقاها الفرد في طفولته، والمواقف التي يمر بها هي التي تحدد شخصيته بعد أن يشب ويكبر. وأظن أن رائدنا أحمد السباعي منذ ما يقارب الخمسين عاما ـ كثيرا ما كان يردد في أعماله القصصية هذه الرؤية الاجتماعية ”صحيفة السوابق“ مثلا. بل إن السارد في العمل بعد أن يسرد حادثة التحرش التي حدثت له في مسرح المدرسة يصرح بتلك الرؤية بخطابية مباشرة ”جدا“ متسائلا: ”هل كنت سأكون رجلا مختلفا لو أن حكاية كهذه لم تحدث قط؟ هل كنت سأغرق في حكايات نسائية طويلة على مدى سنوات وكأني أغسل بها علائق الذاكرة“؟. وللحديث بقية
* * * * *
كنت قد قلت في بداية حديثي عن هذا الجانب الروائي (الجزء الأول من هذه المقاربة): إنه ربما من الطبيعي أن النص الذي يحمل ثراء فنياً تقنياً – لا تكفي لتحقيقه اللغة الشعرية وحدها بالطبع – يتوافر على منتجات دلالية بالغة الثراء والتعقيد والسمو، تمنح الدهشة وتثير الألق. فالنصوص الخالدة يمثل مضمونها وشكلها وجهين لعملة أنيقة واحدة. وبالتالي فإن بساطة الصيغ والأشكال في (طوق الطهارة) أفضت إلى بساطة أخرى على مستوى الأثر وإنتاج الدلالة، فإضافة إلى رؤية الخطاب المباشرة والمكررة حول حقيقة تأثر شخصية الفرد بظروف نشأته نجد أن (علوان) لم يستثمر بشكل مقنع وعميق انحيازه للثقافة الأنثوية داخل المجتمع، ولو فعل ذلك لاكتسب عمله بعداً روائياً معرفياً جيداً، بل إنه يبرر ذلك الانحياز للأنثى بأنه ولد بعد أخت ماتت، وبأنه نشأ في بيروت، المدينة الأنثى، وبأن أول يد لمسته عند ولادته يد طبيبة أنثى.. هكذا وبطبيعة الحال، فلا مكان للرومانسيين في مدينة كالرياض تعج بالعقم وقسوة الواقع، وتتسيج بقيود (التابوهات) المحرمة وتزخر بالتشابه، فلا مناص من تغيير اتجاه الرحلة من (فانكوفر) إلى (بيروت) أو (دبي) لا جديد، مثل كل مرة!
المنهج العام للعمل (رؤية عامة)
كنت قد كتبت عن رواية علوان الأولى (سقف الكفاية) محدداً ثيمتين اشتغلت عليهما الرواية، هما اللغة الشعرية الآسرة، وحدة الكثافة الشعورية، وكانت تلك الرواية تمثل لي بارقة أمل لأعمال روائية أخرى مختلفة، ومتوقعة. بالفعل فإني كنت أتنبأ لعلوان بمسيرة روائية ناضجة ومتحولة لسببين رئيسين، أولهما امتلاكه اللغة الشاعرة والهاجس الروائي، وثانيهما وعيه المعرفي الذي يتضح من خلال خبراته ومقالاته ولقاءاته. ليغيب بعد ذلك ثلاث سنوات (منذ صوفيا 2004م) ثم يعود ليكتب (طوق الطهارة) مكرراً ما كتبه من قبل: حدة الألم الشعوري الناتج عن فقد الأنثى (مها وصوفيا وغالية) ليكون بذلك التكرار وفياً تماماً لبيانه الأدبي الذاتي الأول ”الاندهاش والكتابة عن المرأة التي تتكفل بحزنه من البداية وإلى النهاية“ – سقف الكفاية. ثم يكرره تماماً في (طوق الطهارة) مؤكداً على أن ”الكتابة هي رديفة الحزن على قلق الأنثى الغائبة“ (طوق الطهارة). ولكن هذا الوفاء لم يتسع ليتناغم مع فن بحجم (الرواية)، رغم تأكيده في بداية عمله الجديد على أنه سوف يكتب بنيات متعددة وهذا ما جعلنا كمتلقين نتوقع صياغة متعددة الأبعاد ومختلفة الأصداء والدلالات. ولكن ذلك لم يحدث على الإطلاق، النية الواحدة تتكرر كثيمة واحدة في الأعمال كلها.
وبالتالي فإن (طوق الطهارة) لايزال في أتون العالم الرومانسي العاطفي، الذي يعيد ببساطه خطاب العشق العربي، جميل بن معمر وعمر بن أبي ربيعة، مع اختلاف الجنس الأدبي فقط شعراً ونثراً، أو لكأننا نقرأ من جديد (ماجدولين) و(الفضيلة) لرائد الكتابة الرومانسية العربية مصطفى المنفلوطي. وبذلك فإن الغاية من (طوق الطهارة) كان تكريس الهدف الوجداني للأدب العاطفي الذي هو – كما كان يزعم ورد ذات زمن ماض بعيد- ”موج تلقائي لمشاعر قوية“، حتى يعود للنفس الكاتبة اتزانها الداخلي، وهذا ما يؤكد عليه مباشرة علوان ذاته في (سقف الكفاية): ”أترى أحاول غسل ذاكرتي معك بهذه الرواية“، وبصياغة أخرى مماثلة في (طوق الطهارة): ”لأن شيئاً من صرير القلم يشبه حفيف المكنسة وهي تقنع الأرض بضرورة النظافة“، وكذلك: ”كانت كتابة الرواية تشبه زرع حقل من الأفيون يخدرني إلى أجل مسمى“. ليس أكثر من ذلك.
هل لي أن أتذكر – في هذه الأثناء – كازانتزاكس، آخر مقارباتي، والذي يكفي وحده نموذجاً لإحداث المفارقة. كانت زاوية الرؤية التي ينظر من خلالها كازانتزاكس إلى الموجودات حوله زاوية إنسانية خاصة متجددة لتتسع تلك الزاوية (المتعددة) الأبعاد فتشمل الشخصيات والنماذج الإنسانية التي تعيش في تلك الموجودات الكونية، التي تجدد في كل مرة عذريتها وبراءتها الأولى، فهاجسه الأدبي الجمعي لا يتواطأ إلا مع النماذج البشرية المختلفة المنشغلة دائماً بالقيم العلوية المطلقة المتجاوزة همومها الاجتماعية البسيطة. هل لنا أن نقارن هموم (علوان) الروائية المنحصرة في صياغة بكائيات أنيقة لغياب (مها وصوفيا وغالية) بما كان يهجس به الروائيون الخالدون؟ كازانتزاكس نفسه نموذج للاشتغال الفاتن على القضايا المصيرية الكبرى: الحياة والموت والحب المطلق، وتجاوز هموم الواقع الضيق إلى فضاءات أرحب يتجه فيها القارئ إلى عوالم تبدو قريبة وبعيدة في اللحظة ذاتها مفعمة برائحة الإكليل الجبلي والنباتات المبتلة للتو بندى الصباحات المخضبة بالنداءات العلوية والأسرار الوجدانية والمفارقات الكونية، حتى يجعلك تتنبه بحس فطري إلى حيوية وجمال وإقناع حصاة مهترئة على قارعة الطريق. (أتساءل.. هل إن شخصية “غالية” في (طوق الطهارة) مثلا أكثر إقناعاً بسماء كازانتزاكس وقد يسيه، وحتى بحصاته المهترئة تلك؟).
وللحقيقة فإننا نجد كثيراً من ذلك الأثر الجمالي الروائي في بعض المشاهد الروائية المحلية، عوالم (رجاء عالم) وشخصياتها المنفردة (خاتم.. مثلاً)، والثراء السردي التناصي الذي تنتجه نصوص (تركي الحمد) الروائية، وشخصياته أيضاً (لطيفة في جروح الذاكرة، وسميح الذاهل في شرق الوادي.. مثلاً). ومن جهة أخرى فإذا كان (علوان) يزعم – في لقاء أجري معه بعد صدور العمل – أن شخصياته كان يجب أن تحضر في الرواية حتى لا يبدو – كما يقول – العمل عارياً ونحيلاً، ولكي تعكس الثراء الواقعي في المجتمع. (أتساءل كذلك: ما هو ذلك الثراء الواقعي الذي تعكسه شخصيات، حسان ووزان وأيمن وغالية ومريم؟).
ولا يغيب عن البال بعد ذلك، أن ثمة أعمالاً رومانسية اشتغلت على ثيمة الحالات العشقية ذاتها، ولكن بآليات روائية مكثفة الأبعاد، منفتحة على تجارب وخبرات وعوالم ممعنة في الدهشة والاختلاف، لعلي أتذكر (طوق الياسمين) لواسيني الأعرج وما اشتملت عليه من ثراء تناصي مع صيغ سردية متعددة، المتصوفة، الفلكلور الشعبي الجزائري، مع قدرة هائلة على استنطاق الفضاء الروائي وتعالقه مع شخصيات الرواية بتناغم أخاذ، وإكسابه سمات خاصة تجعله فضاء لا يتكرر بالفعل. حتى إننا نجد هذا الثراء الروائي في الرواية العاطفية ذاتها التي تكتبها (مستغانمي)، فحالة العشق التي تعيشها شخصية (كحياة.. مثلاً) تنفتح على أصداء سردية عديدة من النضال والثورة والهجرة والحياة والموت.
بقي.. فقط أن أذكر مبدعنا (محمد حسن علوان) بأن كاتباً في قامة (صنع الله إبراهيم) لم ينتج على مدى ما يقارب الخمسة والأربعين عاماً سوى سبعة أعمال روائية فقط، لأنه كان يعي جيداً أن المسألة الروائية ليست بكائية إنشائية فردية على حبيبة غائبة وإنما هو انهماك مخلص على أرشيف معرفي هائل لالتقاط نداءات الكون وأصداء المعرفة وتحولات المجتمعات وحركة التاريخ ورؤى الإنسان للكون والحياة. ثم محاولة إدماج تلك الأصداء الثرية مع (جوقة) النصوص المعرفية الأخرى العربية والعالمية على السواء وصياغة كل ذلك بتقنيات سردية جديدة ومتحولة على الدوام.
وبعد فإني ألتمس بحب من مبدعنا (محمد حسن علوان) أن يتسع قلبه (الكبير) لهذه المكاشفة التي أثق أنها لن تزيد جرأته وثقته بنفسه إلا سمواً وقدرة على استثمار لغته الآسرة وحسه الروائي (المؤكد) لأعمال أخرى تليق بوعيه الكبير كما كانت – في أعماله السابقة تليق كثيراً مع حسه العاطفي الكبير.. حقاً.