arrow-leftarrow-rightaskfmemailfacebookgoodreadsinstagramtwitter
العودة إلى المقالات الإعلامية

رجل (السقف) الذي لايخشى مسافات الحلم والخسارات:

تلك المرأة مقلقة للكون بأسره وليس الرجل فحسب

صحيفة الرياض السعودية

حوار/ عبير البراهيم

جاء ليكتب (لم تكوني أنت امرأة عادية حتى يكون حبي لك عاديا، كنت طوفاناً يجرف أمامه كل أشجار القلق، وجلاميد الترقب والتروي، كنت قادمة كوجه الفجر الذي يسقط رهبانية الليل الطويلة، كنت نازلة على جبين الكوكب المهجور، وبين يديك ماء، وحياة، ومخلوقات، ودورة شمسية جديدة، كنت حبيبتي، ذلك الإتيان الأنثوي العاصف الذي لايمنح الأشياء تفسيراتها، بينما يكون اتجاهات جديدة على خريطة الحياة).

من السقف اخترق ”محمد حسن علوان“ العلو الذي كان يبقي الثوابت تحت خط الآخرين، جاء ليكتب روايته الأولى هاربا من الزمن إلى هوامش تفضي بعشق إلى امرأة تتزوج بغير حبيبها، جاء ليراقص بداخل الحلم أوهامنا جميعا… هناك كتب في أول رواياته ”لم تكوني أنت امرأة عادية…“ وفي آخر رواية له ”عندما رأيت القندس أول مرة…“ فالرؤية واللقاء والدهشة دائما مصيره… يكتب لأنه يتخيل أطفال الدنيا يأتون إليه بقناديل، ويكذب على نفسه لأنه مضطر وهو يعلم بأن ”محمد“ سيسامحه صباحا، يفتش عن المضحكين في الحياة لينسى، ولكنه يعلم جيدا بأنه لايحسن غلق الأبواب أبدا… يتألم، فيحزن ثم يأتي إلينا بحكاية رواية ليسامحه الحزن فلا يؤذيه… يحب كل شيء يقوده إلى المجهول ولكنه بعد كل ذلك يتحسس النهر الذي يفجر الخيال بداخله… ليقول ”الحياة دون حلم لاتطاق“.

محمد حسن علوان… يكتب عن كل شيء كان بداخله ومازال موجودا، يبوح في صحفة ”على المكشوف“ بأوراق تمطر أيامه التي كانت، يتأمل الطريق جيدا ثم يبتسم ليعلم بأنه لايملك منه سوى خطوات بعضها تقوده إلى مصيره والأخرى تقوده إلى ماخلف المصير…

خيبات محتملة

في دواخلنا من الصراع مايكفي لأن يشعلنا مئات المرات، ما يكفي أيضا لجعلنا أرواحاً تنام عند قارعة الطريق وترتعش لأي انتفاضة حدث… ماهو الصراع الذي مازال يرافقك؟ وهل نجوت من معارك الانتصارات والخسارة؟ أم أنك مازلت تلميذاً؟

إنه صراعي مع تلك المسافة الهلامية بين الحلم والواقع وهي تعيد تشكيل نفسها كل وهلة كما تريد: أملاً، حزناً، طموحاً، خيبة… ولا تكف عن ذل… مشكلة هذه المسافة أن الطريق التي تختزلها تجعل الراحة تبدو هزيمة… والمسير قلقاً. وأن النقطتين اللتين يفترض بها أن تصل بينهما تتغيران كل يوم، وأن الرفاق الذين يقطعون معك الطريق يرتكبون الغياب سهواً أو عمداً.

أحياناً تطول المعركة حتى تلتبس علينا بداياتها ومبرراتها… ونقلق من نهاياتها ونتائجها. ننسى – في خضمها – لماذا بدأنا وإلام نسعى، فنستمر في خوضها وقد تحولت إلى ملجأ من أسئلة كهذه. لم أنج بعد إذن – إذا كان هذا يجيب عن سؤالك – غير أني لا أدري إذا كنت راغباً في النجاة فعلاً أو أنني معجب بدور التلميذ النجيب ولو كان ذلك على حساب الخيبات المحتملة.

غواية الحلم

هناك أشياء كثيرة تغرقنا ونغرق بها… نبقى نتشبث بها ثم نكتشف بأن جميع أسرارانا التي وضعناها ”أمانة“ لديها تفشت عند كذبة اسمها الإيمان بالشيء والتعامي عن عيوبه… وكأننا مهووسون بالبقاء تحت سطح الماء في حالة غرق… أشعرت يوما بأنك ركضت خلف أشياء اكتشفت بأنها كذبة منمقة؟ وكم كذبة نمقتها لتقنع ”محمد“ بها ثم خشيت أن يكتشف كذباتك فيغضب منك؟

بالتأكيد ركضت طويلاً خلف أشياء لم تعد موجودة، حتى أن مراحل العمر نفسها لم تعد تبدو سوى تطور في قدرتي على كشف الزيف وتحمل الخيبة. ولكن ما يبعث على الأمل أن ركضاً كهذا لا يمكن أن يذهب هباءً لأننا نتعلم من وعثاء الطريق أكثر مما نتعلم من منتهاه، ونستفيد من حالة السعي نفسها أكثر من نستفيد مما سعينا إليه.

وأنا لم يكذب عليّ أحد إلا كنت شريكاً معه في الكذب. وأحياناً أكون المرتكب الوحيد لحالة الكذب هذه. إن الانجراف وراء غواية الحلم هو اشتراك في صياغة العالم الواهم الذي يجعلنا نستيقظ على أمل وننام عليه، ولذلك فأنا لا اغضب كثيراً من نفسي إذا كذبتُ عليها لأني أعرف أني لا أفعل ذلك إلا مضطراً، فالحياة بدون حلم لا تطاق فعلاً.

آلام محتملة

في كل مرة يسرقني مشهد الأطفال وهم يلعبون ويضحكون ويعبثون بالمقاعد ويزاحمون المارة بركضهم في الطرقات أتذكر طفولة كنت فيها لا أمل من عد أصابعي، من شم الطين، من الضحك على أي رجل يمر بمحاذاة الطريق… كنا أطفال… واليوم كبرنا… وماذا عنك؟ ماذا يستفز فيك صخب الأطفال وطهرهم؟ ماالذي يهزك في ابتسامة طفل؟ وماالذي يوخز روحك حينما يبكي؟

الأطفال كلهم روايات لم تكتب بعد، ولذلك كلما رأيتهم انشق في صدري نهر من الخيال. ماذا سيواجهون؟ كيف سيكبرون؟ من سيعشقون؟ وفي أي منكب من مناكب الأرض سيسيرون؟ الأطفال هم وسيلتي في تذكر أن الكون ليس بحاجة لنا.. لأنه يستطيع استبدالنا بآخرين أجمل وأطهر كل ثانية. فلا نمعن في التمحور حول ذواتنا المتناهية في الصغر.. المتدحرجة إلى الفناء. ولكني أفرح كلما رأيت طفلاً يبتسم حتى أتذكر آلامه المحتملة، وأشفق على كل طفل يبكي حتى أتذكر سلوانه السهل.

أحلام متأخرة

أتعيش بالحلم… أم أن الحلم يزورك في كل ليلة ليقرأ عليك تعويذاته ثم يقبل جبينك ويرحل؟ ماهو الحلم الذي اشتهيت أن تلتقيه ولكنه آثر لقاء غيرك؟

أفرق كثيراً بين أحلامي، فثمة حلم يستحق السعي.. وآخر يستنزف الروح ويرهق القلب ولا يتحقق. أما تلك التي تستحق السعي فلا يحزنني أن تذهب لغيري.. ويبقى لي ثمرة السعي والأحلام الصغيرة التي تحققت في الطريق إلى الحلم الكبير، أما تلك الأحلام التي لا تتحقق… لأن تحققها لا يجعلها أحلاماً أصلاً.. فأتمنى أن يجدوا لها اسماً آخر: غيوماً، هواءً، أفقاً، رياحاً… أي شيء يجعلنا نستمتع بوجودها دون أن نحاول امتلاكها.

الحلم الذي فرّ إلى غيري لم أعد أملك حق الاعتراف به بما أنه لم يعد لي، وحتى يعود… سأفكر طويلاً ما إذا كان لا يزال حلماً كاملاً أم أن الأيام قضمت منه ما لا يمكن أن يسترد. الأحلام التي تتأخر تفقد هويتها، وتصبح أحياناً أقرب إلى التعويض المتأخر الذي يزيدك غبناً ولا يخفف عنك آلام ما مضى.

الحقيقة الملتهبة

يظن البعض بأننا في سوق كل شيء فيه له ثمن حتى البشر… يجعل من البعض سلعا تعرض وتباع وتشرى! أتمارس الكيل للأشخاص الذين يعبرون حياتك ويدخلونها؟ بأي ثمن تشتري البعض؟ وماذا تفعل مع الرخيصين؟

لو كان ذلك ممكناً لكانت الحياة أقل تعقيداً إذ بوسع معادلات الاقتصاد الواضحة أن تحسم أعقد مشكلاتنا البشرية. أنا لا أشتري ولا أبيع، لأني لا أملك قراراً في ذلك. الناس لا تستأذنني في عبور حياتي. لا يطرقون باباً ولا يلوحون لتوديعي في كثير من الأحيان. ولكن لو كان الأمر بيدي لاخترت أولئك الذي يبعث وجودهم على الأمل والضحك ولو كانوا أقل الناس وعياً بما حولهم وأبسطهم في تفسير العالم، ولتجنبت أولئك الذي يأخذونك إلى قلب الحقيقة فتجده ملتهباً مثل قلب الكرة الأرضية.

الاحتياج

يقول ميلان كونديرا (وحدها الأسئلة الساذجة هي الأسئلة الهامة فعلا تلك الأسئلة التي تبقى دون جواب، إن سؤالا دون جواب لاطرقات بعده وبطريقة أخرى : الأسئلة التي تبقى دون جواب هي التي تشير إلى حدود الإمكانات الإنسانية وهي التي ترسم وجودنا) ما هو السؤال الساذج الذي اكتشفت مؤخرا بأنه سؤال أسهم في رسم وجودك؟ وأيهما أهم لديك.. الأسئلة التي تطرح، أو الإجابات التي تقال؟

ماذا أحتاج؟ ووجه سذاجته ليس في السؤال نفسه بل في محاولة الإجابة عليه. لو كانت احتياجاتنا يمكن رصدها في نقاط مثل قائمة المشتريات لكانت نقاطاً لا تنتهي، ولكنها كائنات متحولة… كلما قبضت عليها تحولت إلى شكل آخر وأفلتت من يدك. لذلك لا أهتم بالقبض عليها، وهو ما يرادف الإجابة عن أسئلتها، وأكتفي بأن أعرفها فقط… أي أطرح كل يوم سؤالاً يذكرني أنني بشرٌ يحتاج، وما دمت أحتاج… فهذا يبرر التعب ويجعله قدراً محتملاً.

الأخطاء المتكررة

حينما تشعر بأنك خذلت وآذيت واستغللت وأبكيت وظلمت ”محمد حسن علوا“” ماذا تفعل؟ وكيف تعتذر منه؟

لا أفعل شيئاً، لأني أعرف أنه سيسامحني في صباح الغد. حتى أني لا أعده بعدم تكرار الأذى لأني أعرف أني لن أحتفظ بوعدي. أخطائي في العادة أقرب إلى النزعة المتكررة منها إلى السهو العابر.

اختيار الطريق

من أين تبصر الطريق؟ من قلبك أو من أيدي تلوح إليك من بعيد؟

ثمة طرق لا تختارها وبالتالي لا يصبح من المهم أن تبصرها. تشبه المسارات الكهربائية التي يضعونها في المطارات لتختصر المسافة، يكفي أن تضع خطوتك الأولى عليها ثم تنتظر أن تأخذك مع آخرين إلى مكانٍ لا تريده بالضرورة. حتى الآن تلك هي الطرق التي سلكتها في حياتي، وما زلت أنتظر الشجاعة الكافية لأبدأ في اختيار طريقي بنفسي.

غلق الأبواب

يقول بسام حجار (اذهبوا إلى الحرب أو إلى الجحيم… فقط… اغلقوا الباب وراءكم) لمن قلت يوما أغلقوا الباب وراءكم؟ أتحسن مهارة غلق الأبواب إلى الأبد؟

قلتها وما أزال أقولها للمتصارعين أيديولوجياً حتى علا صراخهم وتهتكت أخلاقهم وهم مشغولون بهذه الشهوة الرديئة ومخمورون بالعوائد التافهة. اغلقوا الباب وراءكم لأن نضالكم المزعوم وكفاحكم الموهوم لن يجعل العالم أفضل كما تظنون مهما بدا طرحكم مشرقاً ورسالتكم طيبة، لأن سلوك الصراع بحد ذاته يلوث المناخ الفكريّ لأجيال قادمة.

لا أكف عن غلق الأبواب كل يوم، ولكن المشكلة أن عندي ذاكرة لا تقبل الأقفال ولا تحب الأبواب المغلقة. يدي اليمنى تغلق الباب واليسرى تعيد فتحه.

الحنين

للأمكنة التي عبرناها أو عشنا فيها سطوة تتسرب إلى حواسنا تسكن في كل شيء فينا. حتى أظافرنا تختبئ خلفها لتخدش بنا مانحسه بأعماقنا كلما مررنا بجوارها أو استعدناها من جديد… إلى أين تذهب وبماذا تشعر حينما تفتقد أمكنتك؟ وماهو المكان الذي حينما تمر عليه حتى اليوم يبكيك أو يهزك؟

كل الأماكن التي أفتقدها أعيد زيارتها في ذاكرتي كثيراً وأمكث فيها ما أحتاجه من حنين. أما إذا استطعت زيارتها فعلاً فغالباً ما أكون مشغولاً بمحاولة تنقية مشاعري تجاهها من شوائب مشاعري أثناء وجودي فيها.

الفضول الشديد

أتخشى المرض أو الكبر أو الموت؟ حينما تلتهم الشيخوخة تقاسيم وجهك أين ستكون موجودا؟ وماذا تحب أن تفعل؟

أنا لا أخشى هؤلاء فهم أقدار أزلية معتادة، ولكن في داخلي غرائز بشرية تخشاهم وتضطرني إلى مقاومتهم وتجنبهم قدر المستطاع. متى جاء المرض فسأحاول أن أتركه يهذب ذاكرتي جيداً حتى أتذكره في الأوقات التي أشعر فيها أن كل شيء ممكن، وكل صعب هيّن، وأني أستطيع أن أخرق الأرض وأبلغ الجبال طولا. ومتى جاءت الشيخوخة فسأحاول ابتكار ظروف جميلة تجعلها أقل وطأة وأرفق بي. ومتى جاء الموت فلن أظنني سأفكر كثيراً… إذ سأكون مشغولاً بالفضول الشديد.

عادة السعادة

يقول باولو كويلو (الحالمون لا يمكن ترويضهم أبدا) أيتعبك ”محمد“ لأنه صعب الترويض؟ متى تجلسه على مقعد الترويض لتضع أصبعك في صدره وتقول له ”أهدأ“ وتدفعه عنوة للهدوء؟

عندما أحاول ترويض الحالم في داخلي لا أضع إصبعي في صدره ليكف عن الحلم، بل أمسك يده وأقول: هيا بنا نحاول. إن الحلم عندما يتحول إلى مشروع يصبح محرضاً جميلاً على السعي، ويبدأ في منحك عوائد من السعادة منذ الخطوة الأولى وليس عندما تحققه فحسب.

يرى ولا يبصر

كتب الشاعر حسن المرواني (معذورة أنت إن أجهضت لي أملي، لا الذنب ذنبك بل كانت حماقاتي… أضعت في عرض الصحراء قافلتي، فمضيت أبحث في عينيك عن ذاتي… وجئت أحضانك الخضراء منتشيا، كالطفل أحمل أحلامي البريئات) هل تحولت يوما إلى طفل أحلام لدى حب أجهض فيك الأمل؟

قدرتنا على الحب هي أملٌ بحد ذاته، قد تُجهَضُ الحكاية وتغيب الحالة، ولكن ما يعوّل عليه هو أن لدينا قلوباً نافعة.. تستطيع أن تحب إذا سنحت الفرصة. ثمة بشرٌ لا يحبون ولو أرادوا. لا يستطيعون أن يستغلوا قلوبهم في أكثر من حالة النبض وضخ الدماء، هل يمكننا تصور حجم خسارتهم؟ أن نرى ولا نبصر؟ أن نسمع ولا نصغي؟

الرجل المسالم

كتبت (مرأة مثلك تشبه الوطن الكبير.. كلما ازداد اتساعا أرهقنا أكثر في حماية حدوده) حينما تصبح المرأة حالة استثنائية، أنثى لايشبهها أحد، متناقضة ومتجانسة معا، شامخة ومختلفة، متفاعلة ومنعزلة لها خفة الريش ولها وزن الموج، ضعيفة وقوية في آن واحد، مسالمة وشرسة… أيمكن أن نعتبر بأن تلك المرأة امرأة مقلقة لأي رجل؟

هذه المرأة مقلقة للكون بأسره وليس الرجل فحسب. كل تميّز هو تمرد، وكل تمرد لا بد أن يقض مضجعاً ما في مكان ما. الرجل المسالم الذي لا يحب خوض المعارك ولا مجابهة المستحيل يجدر به أن يتخذ هذه المرأة صديقة أو أختاً أو أي شيء… إلا أن تكون حبيبة، سيكون ذلك أشبه بالعيش على فوهة البركان، حيث لا تدرك الفرق بين الدفء والاحتراق.

أعتزل لأكتب

هناك من يرى بأن الحزن محفز للكتابة والإبداع… هل اضطررت يوما لرداء الحزن من أجل كتابة نص ما ؟ ولم تبدُ كائنا حزينا ومنعزلا في معظم ما تكتب؟ وهل العزلة خيار وجودي للمبدع؟

الحالة الوحيدة التي أرتدي فيها الحزن بنفسي هي عندما أسعى لأن أستهلكه فينتهي وأمضي في حال سبيلي. فأنا أؤمن أن أفضل طريقة لمواجهة الحزن هي أن نعطيه حقه، ونحزن جيداً حتى يرضى… ثم يمضي في حال سبيله. وكتابتي محاولة من هذا القبيل، أن أحزن بحجم كتاب حتى يعلم الحزن أني أحترمه جيداً ولا أستهين به، وأعقد معه صداقة أمنحه فيها حقه من التدبر ويعدني هو في المقابل ألا يؤذيني.

لست انعزالياً، وأفرق بين العزلة التي تستدعي التركيز الذهني من أجل الكتابة وبين العزلة العاطفية والاجتماعية الكبرى التي تعبر عن موقف سلوكيّ من الآخرين. كل كاتب يمارس العزلة التي تريح قلبه وتجري قلمه، وأنا أحب أن أعتزل لأكتب… ولكني أكره العزلة جداً عندما لا أكون في حالة كتابة.

روح أخف

متى شعرت أنك فقدت ”محمد“ الفنان والمشاكس والطفل الحالم؟ وهل استطعت أن تعثر عليه بعد ذلك؟ وكيف؟

كثيراً، كلما انكببت طويلاً على مكتبي افتقدته، وكلما شعرت أن أسرفت في اللحاق بالأرقام والتفكير في اللامحتمل، شعرت به يشدني من قميصي ويحاول أن يعود بي إلى حيث يكون جبيني أصفى وروحي أخف.

أأشفقت يوما على نفسك لأن الذين طعنوك من الخلف خرجوا أبرياء وأنت فقط من وقعت ضحية لطيبتك واتساع ثقتك؟

هذا الموقف لا يستدعي الشفقة على النفس… بل لومها.

ماهو السر الذي لم تقله يوما لأحد؟

إن كان ثمة سر لم أقله لأحد بعد فهذا يعني أني أملك أسباباً وجيهة لذلك، فلماذا أبوح به الآن؟