arrow-leftarrow-rightaskfmemailfacebookgoodreadsinstagramtwitter
العودة إلى المقالات الإعلامية

الروائي السعودي محمد حسن علوان

المشاكسة ليست لبنة يعتمد عليها في بناء مشروع كتابي

صحيفة الراية القطرية

حوار/ رحاب ضاهر

محمد حسن علوان روائي سعودي شاب أصدر أول عمل له قبل سنتين سقف الكفاية إضافة إلى كونه شاعرا وقاصا ولكنه يعير الرواية انتباها أكبر وجهدا أكثر كونها تتيح له متسعا أكبر للتعبير. وقد صدر له حديثا روايته الثانية صوفيا عن دار الساقي في بيروت وتدور حول الحب والموت عبر علاقة نشأت عبر الانترنت بين شاب سعودي من الرياض معتز وفتاة لبنانية صوفيا تكتشف أنها مصابة بالسرطان فتقرر أن تموت كما تحلم، حول صوفيا كان لنا هذا الحوار مع الكاتب محمد حسن علوان:

صوفيا هي روايتك الثانية بعد سقف الكفاية، كيف تقدمها للقاريء؟

محاولة أخرى، خطوة أبعد علي جسر الكتابة، واستمرار للنقاش مع الحياة، ومساءلة قوانينها، ظروفها، تقلباتها، والأبعاد الفلسفية العديدة التي تعيش في ثناياها.

في سقف الكفاية كانت لغة الرواية لغة شعرية وفي صوفيا لغة فلسفية، هل تخليت عن لغتك الشعرية في الرواية؟

قلتُ مرةً في حوار سابق أن اللغة في سقف الكفاية كانت بطلاً لم أتعمد تنصيبه كذلك، وأشرتُ آنذاك، ولم أكن قد كتبتُ صوفيا بعد ، أن اللغة في الأعمال القادمة قد تظل أداة فاعلة وضرورية لأنه هكذا هي كتابتي، ولكن قد تتراجع عن عتبة البطولة لتفسح المجال لأدوات أخري تقوم بالأدوار الأهم. ولا أعتقد أن صوفيا حوت العميق من الفلسفة، كانت مجرد أسئلة تطرحها أحداث الرواية علي ذهن عصبي، وحالات متوترة، قد تنظرين إلي العمل علي أنه جاء بلغة فلسفية، وأجده أقل زخماً من ذلك، رغم أني أعتقد أن الفلسفة دائماً مكوّن ضروري من الصعب التنازل عنه في الكتابة الروائية.

يشعر القارئ لصوفيا أنك تكتب أحيانا لتشاكس المحرمات والأسوار، هل تتعمد ذلك؟

رغم أن سؤالكِ يحرضني على النفي، باعتبار مشاكسة المحرمات والأسوار هو هدف لا يحمل الكثير من النبل الكتابي، ولكني لن أدافع، لأنكِ بدأتِ سؤالكِ ب”يشعر القاريء“، وعندما يتعلق الأمر بشعور القاريء فلا مجال للكاتب أن يبرر، إما أن ينجح الكاتب ابتداءً في خلق الشعور الذي نواه مسبقاً لدي القاريء، وإما أن يترك له حرية القراءة بمزاجه الخاص، وعن نفسي، أتعامل بالطريقتين حسب ظروف النص.

عموماً، المشاكسة ليست لبنةً يمكن أن يعتمد عليها في بناء مشروع كتابي ما، ربما لو وسعنا مفهوم المشاكسة هنا ليكون: مساءلة الحقائق، أو استنطاق الأبكم من الظواهر الحياتية المستمرة، أو التنقيب تحت جدار القوانين للتحقيق مع جذرها الابتدائي، فهذه صداعات كتابية متكررة في أذهان الكتاب منذ الأزل، خليقةً بمشروع.

اختيارك للمكان بيروت وكذلك البطلة لبنانية كعادة الأدباء السعوديين عامة برأيك هل هو هروب من الدخول في عمق المجتمع السعودي لأن الكتابة فيه تعتبر من المحرمات؟

لا ليس كذلك، بل تلك كانت الخيارات النظرية في تصوري للرواية قبل كتابتها، وحسب ما تطلبته ضرورة السرد الفنية، حسب قدرتي في فهمها وبنائها ، قررتُ اختيار الخلفية والشخوص علي أساسها، وكونكِ تلمحين هنا إلي القضية النقدية في الأدب السعودي وما يسمي ب”تغريب المكان“، أو ”ترحيل البطل“، فإني أشير إلي أن هذا كان في مرحلة ماضية من المشهد الروائي السعودي، لأسباب تتشابه مع كل البدايات المبكرة لخلق مشهد أدبي ما، في بلد ما، والآن عادت الرواية السعودية أكثر تبئيراً، وتعاطياً، وتحاوراً مع المجتمع السعودي، بكل جرأة ومكاشفة، كما تطرحه الأعمال الحديثة للروائيين السعوديين.

عن نفسي، كانت روايتي الأولي، سقف الكفاية، من قلب الرياض، بكل أحداثها غير المسايرة للسائد العرفي كثيراً، ولو كنتُ أتحاشي المحرمات في صوفيا لكان هذا أولي بي في سقف الكفاية. وسؤالكِ هذا يتعارض نسبياً مع سؤالكِ السابق، إذ كيف أشاكس المحرمات حسب رأيك، ثم أهرب منها؟!

تتحدث في صوفيا عن بيروت والحرب اللبنانية. هل عشت فترة الحرب في لبنان؟

لم أتحدث عن الحرب اللبنانية بوصفها حدثاً معاشاً، وسيرورة قائمة في زمن الرواية، بل بوصفها ذكريات منقوشة في ذاكرة الشخوص، والأمكنة. لم أعاصر الحرب اللبنانية بالطبع لأنها بدأت قبل ولادتي، وانتهت وأنا طفل!، ولكني عايشتُ الأشخاص والمدن، واستنطقت ذاكرتها الثقافية.

كيف تتوقع رد الفعل علي صوفيا في السعودية وخصوصا انها تدور حول علاقة غير شرعية بين رجل وامرأة تحتضر؟

كل ردود الأفعال محتملة، وقد لا يكون هناك ردود أفعال علي الإطلاق!، وفي كل الحالات أحتاجها لاستخلاص نتائج مفيدة لتجربتي، لن أتنازل عنها.

أنت أيضا شاعر وقاص. هل تقهر الشعر والقصة القصيرة لديك لصالح الرواية؟

لا، ما زلتُ أكتب الشعر والقصة، ولكني أعير الرواية انتباهاً أكبر، وأكرس لمشروعها جهوداً أكثر، كوني أرتاح لصيغتها الفسيحة التي تتيح متسعاً للتعبير، والطرح، والتجول. لستُ مضطراً لإشاعة التنافس بين هذه الأجناس الثلاثة ما دمتُ أمارسها جميعاً بتوازن يكفيني نسبياً.

هل تشعر أن ثمة قارئاً في السعودية؟

لو لم يكن هناك قارئ سعودي، لما كانت هناك رواية سعودية!، وبالنسبة لي كان معظم قرائي سعوديون وسعوديات، هذا ما قسته من ردود الأفعال التي وصلتني منذ نشرتُ سقف الكفاية قبل سنتين، وحتى الآن، مع بكور طرح (صوفيا).