arrow-leftarrow-rightaskfmemailfacebookgoodreadsinstagramtwitter
العودة إلى المقالات الإعلامية

أصغر روائي سعودي يبدأ إطلالته برواية سقف الكفاية

علوان: عندما تضيق بالروائي القدرة على إيجاد الحدث فعليه بأقرب بقالة

صحيفة الوطن السعودية

حوار/ عبدالله السمطي

أطل على الساحة الأدبية السعودية روائي لا يتجاوز عمره 23 عاما برواية تقع في 404 صفحات، صادرة عن دار الفارابي في بيروت أبريل 2002م بعنوان:”سقف الكفاية“ هو الروائي الشاب محمد حسن علوان، فهو موهبة روائية متميزة جديرة بالاحتفاء. يحدثنا عنها علوان – وهو بالمناسبة قريب عائليا من القاص محمد علوان – و عندما سألته:

كيف غامرت بإصدار هذا العمل الروائي؟ وهل قرأت الساحة الأدبية جيدا قبل إصداره؟

فأجاب: حتى يكون هذا السؤال مكتملا علي أن أعود به إلى صيغة أكثر تحديدا: كيف غامرت ”بكتابة“ هذا العمل الروائي؟ إذ إن هذا المشروع المرهق قد يثمر إحباطا لا بأس به عندما يصطدم بأول طريق مسدودة، لذلك أعترف أنها لم تكن مغامرة لها شكل القرار الحاسم، كانت مجرد محاولة ما، بدأت تتطور في بيئة زمنية مريحة، مرورا بأشهر القحط وأيام الرغد، حتى وصلت إلى مرحلة من التشكل منحتني أملا في إمكانية توجيهها نحو رواية، كما تعرف الرواية.

ويضيف علوان: منذ تلك اللحظة، بدأت العوامل الفنية تأخذ مكانها بين أدواتي، بعيدا عن الشكل الحالم الذي بدأت به الكتابة، رويدا رويدا، بمقاييس متنوعة من الصرامة في التعامل مع النصوص المكتوبة، حتى فوجئت ذات يوم أنه قد أصبح لدي رواية تملك مفاتيح نفسها، هنا أعود لسؤالك حول مغامرة إصدار الرواية، لأن الوضع الآن صار يتطلب قرارا صعبا كأول إصدار مطبوع لي، وفي مجال لم أقتحمه من قبل، بالإضافة إلى كوني أكتب عملا لا يمكن نشره وقياسه بردود الأفعال كما نتعامل مع القصيدة، الرواية لا تخرج إلا مطبوعة، ليست كالشعر الذي يصل للمتلقي عبر محطات آمنة من صحيفة إلى أمسية إلى ديوان.

ويضيف علوان: دور النشر مادية النظرة في الخارج، و ”مقصّية“ التعامل في الداخل، كانت هناك عقبات تستحق التريث، الساحة الأدبية التي تبيع الاسم قبل النص، والشكل قبل المضمون، والعنوان قبل ما وراءه كانت أيضا عقبات تستحق التراجع، وليس التريث فحسب، ولكنني اتخذت قرارا بخوض البحر بعوامتي البسيطة، مكتفيا بشرف المحاولة، وعطر التواصل الذي تنشره أي مساحة حتى ولو ضيقة مع قارئ ما.

هناك مواءمة بين الشعر والسرد، والتجريب السردي في الكتابة، كيف حققت ذلك؟

لغة الشاعر هي أداتي القديمة التي سعيت لتصديرها إلى الرواية، وكانت أول ما وضعته في حقيبتي في رحلة كهذه، ربما لأني أكثر تعودا عليها حيث بدأت الكتابة من خلال الشعر، المواءمة التي تحدثت عنها في سؤالك كانت ضرورية لتحقيق الهدف، لا يمكن كتابة رواية بقلم شاعر، كما أنه لا يمكن كتابة الشعر بقلم روائي، ربما كان قلم الشعر أكثر مرونة في القفز إلى رواية من ناحية اللغة فقط، لذلك اصطحبته معي، واصطدمت أحيانا برعونته وغروره، ومحاولاته العنيدة لتطويع الحدث حتى يناسب الكلمة، بدلا من العكس، القلم الشعري يتوق للجمل الفعالة، والعبارات المتقنة بعيدا عن السرد الذي تتطلبه الرواية.

عمرك 23 عاما فقط، فهل هناك ذكريات مشحونة أم تخيلات قادمة، شكلت عناصر عملك الروائي؟

الرواية حصان نزق… يحترف الركض بلا مبالاة بين يباب الماضي وضباب المستقبل، عندما تضيق بالروائي القدرة على إيجاد الحدث فإن أقرب بقالة يستطيع أن يشتري منها حدثا واقعيا… هي ذاكرته، أو أي ذاكرة أخرى قريبة يستطيع أن يقرأها. الخيال يضعني دائما في حالة استنباط قلق، يجب أن يمر الحدث المولود بأكمله من رحم الخيال عبر عديد من الاختبارات الواقعية حتى يتم تقييمه، إذ ربما يخرج ساذجا، أو يفتقر إلى الحنكة، والموضوعية، لذلك حاولت المزاوجة بين الذاكرة والخيال للخروج بحدث مهجن أستطيع زرعه في الرواية من دون أن أشعر بالخجل منه.

أنت أصغر روائي سعودي الآن. ما هو انطباعك؟ وما هي رؤيتك للأصداء الأولى ل”سقف الكفاية“؟

قد يكون العمر الشاب سببا كافيا لدى الكثيرين لتصنيف الرواية بشكل سيء الآن، ولكني كما غامرت من قبل في الدخول إلى الساحة بلا هوية إلا هوية الكلمات، فإني أعيد التأكيد على هذا الآن، فأنا أملك هوية من 400 صفحة، أتنازل من خلالها عن جميع الحقول الأخرى في بطاقتي الأدبية، وأتمنى دائما أن يتم تقييمي من خلالها في قراءة متجردة للنص قبل الكاتب. الأصداء الأولى مازالت غامضة على النطاق الواسع، بعض القبول بدأت أشم رائحته في أوساط ثقافية متعددة، إلا أن القياس الدقيق لهذه الأصداء يعتبر عملية معقدة في ظل الوضع الحالي، والذي مكن الناشر الأجنبي من فرض سلطته على العمل، وترويجه كيفما اتفق على معارض الكتاب والدول العربية، حيث لا يسعني معرفة ما يدور حولها خلف الحدود.