حوار مكتبة منتدى الإقلاع
حوار/ أعضاء مكتبة منتدى الإقلاع
السائل / Manolina
ماهو القادم؟ وهل هناك مجال أن تكتب في مواضيع أخرى غير الحب (مع كونها رائعة)؟
لم تتحدد ملامح العمل القادم حتى الآن، ولنامل أن ”يكون“ هناك عملٌ قادم.
وعموماً ما زالت (طوق الطهارة) في شهرها السادس تقريباً.
قد يكون الحب حاضراً في كل الروايات، ولكنه لم يكن بالضرورة الوحيد هناك. في صوفيا حضر الموت أكثر من الحب. وفي طوق الطهارة حضرت فلسفة الجسد والطهر المشبوه. وعموماً، سأكتبُ عن أي موضوع أستطيع أن أتعالق معه روائياً، وأقدر عليه. ولكني لا أنفي أنه ما زال هناك الكثير لنقوله عن الحب. لأنه ممارسة إنسانية محورية، تطوف حولها مفاهيم حياتية كبرى.
* * *
السائل / lil-m
يعجبني كثيراً أسلوبك الكتابي ولغتك الفاخرة.. لكن ألا تلاحظ أنك تستعجل بطرح رواية تلو الأخرى؟
سنتان مرتا بين (سقف الكفاية) و (صوفيا). وثلاث سنوات بين الأخيرة و(طوق الطهارة). رغم ذلك، فأنا لا أقيد كتابتي بالسنوات. متى ما اكتمل تحت يدي عملٌ روائي، وأيقنتُ أني لم أعد قادراً على التدخل فيه أكثر، عند ذلك أفصله عن مشيمة الكتابة، وأتركه يسعى وحده.
* * *
السائل / Not 4 SaLe
أبو إياد، حياك الله في المكتبة.. يمكن تعرف ويمكن لأ، إن لك مكانه كبيره في نفوس الكثيرين، نشوف فيك شي ماشفته من قبل.. غير الأسئله التقليديه حقت \ تأثرت بمن؟ ومن يحبس انفاسك وانت تقرأ.. وأي روايه تتمنى ان تحمل اسمك ؟عندي سؤال ابي اسأله لك من سنه و أكثر عن سقف الكفايه. لــيييييه دخلت مها في اخر الروايه لييييه؟ < <باين وحده شرهاااانه..! هذي الروايه هي من النوع اللي تقراها ببطء شديد جداً لتستمع به جداً لكن الجمله الاخيره حولتها من such an extordinary novel لـ تصنيف اممم لم اعرفه للان! مابي اظلمها واقول ordinary لكني اراها فقدت الواقعيه الألميه اللي قربتنا منها حد الالتصاق..حسيت ان صار فيها Cinderella touch على اخرها.. يعتبر رأي شخصي طبعاً ولا يعني ان الروايه من اروع ماقرأت وأكثر روايه عربيه اخذت منها ”اقتباسات“ هزتني.
شكراً لهذا اللطف والإطراء.
لا أستطيع أن أجيب على أسئلة من نوع (لماذا حدث هذا.. ولم يحدث كذا). إن هذه الأسئلة تشبه أن نسأل الأم عن ملامح ابنها وكأن الأمر كان باختيارها. أحداث الرواية تتخلّق تحت ظروف كتابية لانهائية، ووقتها ينساق الكاتب وراء الحدث الذي يعتقد أنه لا يستطيع تفاديه.. الحدث الذي يفرض نفسه فرضاً حسب قانون النص، وحسب مدى انفعال الكاتب لهذه القانون، واندغامه فيه. ثمة أحداث تصرّ أن تحدث، ولا يملك الكاتب إلا أن ينصاع لها إذا أراد أن يبقى مقتنعاً بعمله. ومن الطبيعي جداً والمتوقع أن تتعارض هذه الأحداث مع توقعات القارئ وانسيابية استقباله للنص، بقدر ما هو طبيعي ومتوقع أيضاً أن يقبلها ويحتفي بها في ”مستقبِلاته“ القرائية.
* * *
السّائل / bamo
في روايتك سقف الكفاية اسهبت بذكر مدينة فكتوريا الكندية فماذا تعني لك هذه المدينةوهل عشت فيها و كتبت روايتك في هذه المدينة… ثم ماهي طقوسك الخاصة عند الكتابة؟
تقصد مدينة فانكوفر، وليس فكتوريا. وهما مدينتان قريبتان من بعضهما عموماً، يفصل بينهما مضيق بحري. وفانكوفر مدينة أشعر فيها بالسعادة والراحة أكث من أي مدينة أخرى زرتها من قبل. ولذلك أزورها كل عام مرة أو مرتين، وما زلتُ ملتزماً بهذه العادة منذ عدة سنوات. ولم أكتب فيها أي رواية.
* * *
السّائل / ALNMR
1. الاستاذ محمد حسن علوان، يجمعني واياك ارتباط وثيق وهو اننا قضينا سنوات من الدراسة في معهد العاصمة النموذجي -مع اعتبار الفوارق الزمنية- هو أمر يسعدني على أي حال. وفقاً لما سبق:هل ترى أن هناك ارتباطاً بين دراستك في المعهد تحديداً وبين نموذجية أطروحاتك؟ بمعنى: ما مقدار تأثير المعهد عليك بوصفك أديباً؟ وهل تعتقد ان نشأتك الدراسية في مكان آخر غير المعهد كان سيسهم في بروزك على الساحة الأدبية على هذاالنحو؟
جميل أن ألتقيك هنا يا زميل المعهد رغم أنك لم تفصح عن هويتك حتى أحاول أن أعرضها على ذاكرتي.
قضيتُ كل مراحلي الدراسية في معهد العاصمة النموذجي، منذ الروضة وحتى الثانوية، 14 سنة متصلة. لستُ متأكداً إن كان ثمة تأثير واضح يمتاز به المعهد عن غيره من المدارس، على الأقل في الحقبة التي درستُ بها أنا. و ربما أنني غير قادرٍ على الانتباه إلى تأثير محتمل كهذا. وبما أني لم أجرب مدرسة أخرى فلا أستطيع المقارنة. أعذرني على الإجابة السلبية، ولكني بالفعل غير متأكد. وشكراً لأنك نعتّ أطروحاتي بالنموذجية.
2. مجالك المهني مختلف تماماً عن مجالك الذي برزت فيه بشكل كبير، وهو ”الأدب“، كيف توفق بين هذين المجالين؟ وما هو المجال الأكثر أهمية -واقعياً-؟ وما مدى الارتباط والتنافر بينهما؟ لماذا لم تتوجه مثلا الى الدراسة الأدبية؟
لنتفق أولاً أنك أنت الذي تفترض أني “بارزٌ” في الأدب، وليس في إجابتي على سؤالك أي تأكيد غير مباشر من جانبي على ذلك.
لا أجد أي تنافر بين الأدب ونظم المعلومات التي درستها في البكالوريوس، أو حتى إدارة الأعمال التي أدرسها في الماجستير الآن. أنا أحب هذه التخصصات تماماً مثلما أحب الأدب. وهي من منظومة المعارف الإنسانية، لهما ملامح الألق الإنساني مثل الأدب تماماً. لم أتصور نفسي يوماً على مقاعد الدراسة الأدبية. وأعتقد أني كنتُ لأنفر منها جداً، رغم احترامي لأسسها الأكاديمية وهيكلها المعرفي. ولكنها لم تكن متناسبة مع ما أجد نفسي فيه، مهنياً على الأقل.
3. ”سقف الكفاية“ لاحظت فيها كثافة في ”التأصيل الشرعي“ -أراها مقصودة-، كيف تعلّق؟
بالطبع كانت مقصودة لأنها جزء من ثقافة البطل، ناصر، الذي هو ابن مجتمعه ومدينته في آخر المطاف.
* * *
السّائل / The Twinkle
1. يُشاع في الأواسط الأدبية أن الروائي دائمًا ما يُبدع في أول نتاج روائي له وبعدها يتوارى – للأسف ليس لدي أمثلة – لا يحضرني شيء – فهل محمد حسن علوان خائف من هذا الأمر؟
الخوف شعورٌ سلبي يورث التعب، والكتابة يفترض بها أن تأخذني في الاتجاه المعاكس تماماً. ولو كنتُ أشكُّ أنها ستتعبني يوماً لتركتها عند أي محطة مزدحمة.. كحقيبة مفقودة ليست لأحد! هذا حقيقة، فأنا لستُ بحاجة لممارسة ما يجعلني متعباً وخائفاً في حين أن الحياة تمنحنا ما يكفي من الخوف والتعب دون خيار.
التواري والظهور، النجاح والفشل، كلها شؤون نسبية تعتمد على سقف توقعات الإنسان، وواقعية أهدافه وطموحه. وأنا منذ البداية أرى الكتابة علاقة شخصية أستطيع أن أحصرها كلها، بكل أبعادها، في تلك المساحة المتناهية في الضيق ما بين سنّ القلم وسطح الورقة. ذلك المكان لا يحضر فيه إلا أنا، وأنفاسي، والقليل من الضوء المناسب للكتابة. كل الأشياء الأخرى هي أشياء خارج الكتابة. والذي يهتم بما هو خارج الكتابة أكثر مما هو داخلها مثل الذي يهتم بالهواء المحيط بالأشياء أكثر من الأشياء نفسها.
وفي مساحة ضيقة وشخصية كهذه يا سيدي، تصبح كل التوقعات ممكنة، ولا يوجد الكثير من احتمالات النكوص والفشل. الذين يخافون من التواري والانغمار هم كتّابٌ سجنوا أنفسهم داخل سياج من المعايير الخارجية، وسلّموا مصائرهم لأناس آخرين يحكمون عليهم بالخوف والتعب. وأنا لا أميل إلى هذا الفعل، فالكتابة عندي حاجة ذاتية وطريقة تواصل أكثر من كونها حرفة مرهونة باحتمالات النجاح والفشل. وما دامت الكتابة ترضي حاجاتي وتصلني بالآخر.. فأنا آمنٌ جداً.. جداً..
2. كثير ممن يقرأ الروايات يحتج بأن قراءته للرواية من أجل أن يكتسب اللغة القوية – وأنا أخالف في ذلك فالأولى هو الرجوع لفصحاء اللغة ككتابات ابنالمقفع والجاحظ والتوحيدي والرافعي والزيات وغيرهم – لكن برأيكَ أنتَ هل توافقهم في هذا؟
الروايات ليست كتب نحو وبلاغة. والأدب عموماً لا يحمل على عاتقه مهمة لغوية. والذين يقرأون الروايات من أجل إتقان اللغة إنما يبحثون عن طريقة أمتع، أقصر، وأسهل لاكتساب اللغة، ولكنهم في المقابل معرضين لاحتمالات أخذ العلم من غير مظانّه.
* * *
السّائل / متعة العقل
1. لا اعلم، سؤال يحار فيه الجواب ويبعث استفهام أخر كـ محمد حسن علوان. صعب، مرعب، مفهوم، غير مفهوم، والدخول إليه كالحب، تستطيع تعدادّ مايعجبك فيه لكنك لاتستطيع تفسيره. يخرج بكْ ويدخل بك الى لجة كون من الاستفهام وهكذا ابدأ: الكاتب ”مارك توين“ يكتب منبطحا على بطنه، الكاتب ”بلزاك“ أديب فرنسا كان يشرب من ثلاثين الى خمسين فنجاناً من القهوة يومياً، الكاتب ”شيلر“ كان يضع في درج مكتبه تفاحة يشمها قبل الكتابه، الكاتب ”محمد حسن علوان“. كيف تكتب؟ وماهي طقوسك الكتابية؟
يؤسفني أن أجيب على سؤالك الطويل، بإجابة مبتسرة قصيرة. ولكني بالفعل لا أمارس أي طقوس كتابية تستحق الذكر. بعض رواياتي كتبتها على الورق بخط اليد، وبعضها على الكمبيوتر. كل ما يهمني أثناء الكتابة هو الهدوء التام، لأني سريع التشتت مع الضوضاء.
2. اكثر الكتاب العالميين تعرضوا الى مواقف شبه خسران ما كتبوا، فمنهم من رمت زوجته بأوراقه ظناً منها انه انتهى منها، وأحدهم اكل الكلب كل اوراقه ومزقها، وأحدهم ضاعة حقيبته وفيها أكثر ما كتب. الى ماذا تعرض الاستاذ ”محمد حسن علوان“ عند كتابته سقف الكفاية او طوق الطهارة او صوفيا؟
لم أخسر حتى الآن شيئاً مما كتبتُ. أعرف مقدار الحزن الذي تسببه الكتابة الضائعة، ولذلك أتخذتُ ترتيبات حذرة جداً لأضمن عدم حدوث ذلك.
3. الفكرة هي رأس مال الشاعر، يكدّ، يأرق، يسهرّ، يتعب، يقلقّ، من أجلها فإن كنت ممن يلحق الفكرة قبل ان تطير بأرزاقها، كيف كنت تحتفظ بها، وإذا كنت تهملها لأجمل منها وأعنف والذ، كيف كنت تستطيع تجاوزها، وعدم الاهتمام بتحرشها الملل؟
في الشعر، غالباً ما تكون الفكرة ملحّة إلى حد يصبح التأجيل عملية مؤلمة للذهن. وعندما تجفُّ الحالة الشعرية وتسقط يصبح من المستحيل إنعاشها وحقنها بالأخضر وإعادتها إلى الشجرة مرة أخرى. ربما لهذا السبب أصبح الشعر أكثر ندرة في كتابتي. يوجد شيء في إلحاحه ومزاجيته يتعارض مع نزوعي المتزايد للانضباط والهدوء. أتمنى أن نجد حلاً وسطاً، أنا وهو، قبل أن نفترق.
* * *
السّائل / صعبه
1. يعلم الله أننا ”حد الالتصاق“ كنا قريبين من ناصر. كيف فعلت هذا؟!
ثمة قراء كثر كانوا أبعد ما يكونون عنه. ولكن أولئك الذين يشبهونه إلى حد، وأنا منهم، لمسوا ذلك القرب، ووقعوا على مساحة الفهم المشتركة. كل ما فعلتُه أني كتبتُ صادقاً كما شعرتُ به، وشعرتُ بنفسي قبل ذلك. الصدق محبرةٌ لا تخيب أبداً.
2. كيف ترى المشهد الثقافي السعودي؟
أراه يعيش مرحلته العمرية كما يجب. ليس ببطء متقاعس، ولا بوثب مدهش. المجتمع السعودي صغير السن. وبمعايير العالم والتاريخ هو مجتمع طفل. كما أن حالة الاستقرار والرغد التي يعيشها المجتمع، وقلة الصفعات التاريخية مقارنة بتلك التي تعرضت لها مجتمعات أخرى، أبطأت من نضجه. ولكن لا يوجد مجتمع يظل طفلاً إلى الأبد، ولا ثقافة تبقى دون أن تمتد وتتسع بما يتيحه لها الإنسان.
3. كنت الوحيد الذي أطلق نسخة إلكترونية من عمله الروائي ”ليست للبيع“.. لأي شئ كنت تريد الوصول؟!
دار الفارابي التي نشرت (سقف الكفاية) لم تقم بما عليها. وظل توزيعهم محدوداً وقاصراًً ولا يتناسب مع حجم الطلب على الرواية، وهذا ما لاحظته من الرسائل التي وصلتني تباعاً من قراء كثر كانوا يطلبون الرواية ولا يجدونها. وفي عام 2002 قمتُ بنفسي بتوزيع 500 نسخة من الرواية مجاناً عبر البريد أو باليد لأي شخص يراسلني أو يهاتفني طلباً للرواية، وعندما نفدت هذه النسخ وجدتُ نفسي عاجزاً عن تلبية المزيد من الطلبات، وعاجزاً عن دفع الناشر للقيام بجهود توزيعية أفضل. ولذلك قررتُ إطلاق النسخة الالكترونية فور انتهاء مدة العقد الرسمي مع الدار، لأني شخصياً أشعر بالخجل من قارئ يتفضّل عليَّ بوقته بقراءته، فأتأخر عليه بروايتي!
أما دار الساقي التي نشرت لي (صوفيا) و (طوق الطهارة) فكان توزيعهم جيداً، وبالتالي لا يمكنني خرق اتفاقية النشر القانونية معهم بتوفير الروايات إلكترونياً.
4. إلى متى إنتاجنا الروائي يصدر من الخارج؟!
أعتقد أنها مسألة اقتصادية في المقام الأول. فحتى الآن سوق النشر لا تحقق الربح الذي يحفز رأس المال السعودي على الاستثمار في دور النشر، لاسيما مع الكساح الذي تعانيه قوانين الحماية الفكرية في السعودية. متى ما وجدت الفرصة الاستثمارية فهناك رأس مال جاهز لانتهازها. في المقابل فإن شركات الإنتاج الفني في السعودية هي الأكبر على مستوى الشرق الأوسط ما دام العائد مجزياً.
إذن، الأمر يعود إلى القارئ. متى ما أصبح عدد قراء الكتب مثل عدد مستمعي الأغاني، فسنجد شركات نشر سعودية بحجم شركات الإنتاج الفنى.
* * *
السّائل / صاحبة الجلالة
قرأت رائعتك سقف الكفاية، وراقت لي لغتها كثيراً، وأيضاً اطلعت على بعضٍ من صوفيا وطوق الطهارة، ووجدت اللغه الراقية ذاتها لكنّي افتقدتها، أو شعرت بأنها تراجعت في قصصك القصيرة، لمَ؟!
في الغالب أن القصة القصيرة جنسٌ أدبي يعتمد على التقاط اللمحة الحياتية العابرة، بينما الرواية فنٌ مسهبٌ في محاورة الحياة ككل. والفرق بين القصة والرواية ليس في الحجم فقط. ماركيز كان يقول أنهما جسدان من طبيعتين مختلفتين تماماً، والخلط بينهما وخيم. واللغة، باعتبارها جزءٌ من جسد النص، تلعب دورها المناط بها في كلا الجنسين حسب المتاح الفني. بعض القصص لعبت في اللغة دوراً أكبر. (آمال في اليباب) و (يخذلكِ الصدى) مثلاً.
* * *
السّائل / ChocoCandy
محمد حسن علوان لمن يقرأ؟ (أبي اسمين على الأقل) وكيف كانت بداياته في الكتابه والشعر؟
سؤالك جاء بصيغة المضارع، ولذلك سأفترض أنه يقصد ما أقرأه هذه الأيام تحديداً. وهو صور المثقف لإدوارد سعيد، والطاعة والسلطة لستانلي ميلغرام. كما أني منذ مدة طويلة وأنا أقرأ لويل ديورانت في قصة الحضارة. سوى ذلك أقرأ الكثير جداً مما يتعلق بتخصصي الأكاديمي.
كالعادة، البدايات الكتابية تأتي على هيئة محاولات طفولية لتقليد ما نقرأه. وهذا ما فعلته في الرابعة عشرة تقريباً. ليس عندي صورة مبتكرة وأسطورية لبداياتي. جاءت الكتابة بالتدريج الممل.
* * *
السّائل / الـعـازف
1. هل هُناك إمكانية للأستاذ محمد حسن علوان، بأن يغير من نمطه الكتابي، و تحديداً الروائي، إلى نمط أخر لا يختلف كثيراً.. و هو السيناريو؟ و ما هي الصعوبات التي تواجه الروائي، و لا تواجه السيناريست، و العكس صحيح؟
لا أجد جاذبية تلقائية تجاه كتابة السيناريو، ربما لأني لم أتعرض للمشروع الكامل إلى مستوى التحريض. ولكني لا أستبعد الفكرة في حال أنه طُلب مني كتابة سيناريو ما لمشروع أشعر بالانجذاب إليه. عندها ستصبح الكتابة مهمة (مفرد مهامّ)، وليس رغبة ذاتية فكرية بحتة، مثلما هو الحال في كتابة الرواية.
أستطيع أن أجيبك عن الصعوبات التي تواجه الروائي فقط، لأني لا أعرف صعوبات السيناريست. كتابة الرواية مشروع عضليّ، يتطلب جهداً طويلاً ممدوداً على مساحة زمنية وفكرية واسعة. الروائي مطالب بأن يروّض حالاته الكتابية بحيث يتمكن من نظمها جميعاً في السلك الروائي. بشكل أوضح: على الروائي أن يتدرب على الاشتغال على روايته وهو في حالات مزاجية مختلفة. من المهم أن يكتب وهو في حالة شجن، ويكتب وهو في حالة رقمية جافة. هذا التباين في الحالات هو ما يجعل الرواية تتوازن في النهاية.. التوازن الذي يتطلبه عمل طويلٌ مثلها.
أيضاً، يصعب على الروائي تحمل الإحباطات الموزعة على مراحل كتابة الرواية. أحياناً تأتي الإحباطات في مرحلة مبكرة جداً لا تتعدى الصفحة الثالثة، وأحياناً في وسط الرواية عندما تتكاثر على خراش ظباء الأحداث المفترضة، والشخصيات المتطلّبة، وأحياناً في آخر الرواية عندما يراود الروائي الشعور بسخف ما كتبه، وعدم أهليته للقراءة. هذه الاحباطات مسؤولة عن عدم اكتمال آلاف المشاريع الروائية، ولذلك فإن التعامل معها بصبر من المهارات التي يحتاج الروائي أن يربيها تحت جلده منذ فكرة الرواية الأولى.
2. سؤال أخر ومتعلق بهالموضوع لإهتمامتي السينمائية والتلفزيونية. لو طُلب من الأستاذ محمد بأن يحول سقف الكفاية إلى السينما أو التلفزيون، هل ستفتقد الرواية حبكتها الدراميه من وجهة نظرك لأنها تعتمد على اللغة في التأثير على العواطف؟
أعتقد أني سأوافق من باب التجريب، وسأتوقع الكثير من التغير طبعاً. العمل الروائي عندما ينتقل إلى السينما والتلفزيون فهو عمل آخر تماماً، له شروطه الفنية ومصيره المستقل.
* * *
السّائل / soso4474
(بيروت) ماذا تعني لك؟ والى أي حد أثرت على الروائي محمد حسن علوان؟
ليس لي علاقة خاصة ببيروت. زرتها مرة واحدة، ولمدة قصيرة جداً. ولكني لا أنفي أنها مدينة نقيّة وجميلة.. شوّهتها السياسة إلى حد التنفير. والذي يمر في جهاتها الأربع، ويعدُّ اللافتات التي تحمل صور السياسيين وشعاراتهم الكاذبة يتألم لذلك مثلما نتألم لو خربشنا على لوحة ثمينة.
* * *
السّائل / محـــــمد
وش الشخصيات الي انت معجب فيها وتعجب دائما محمد حسن علوان؟..
هذا سؤال عام جداً. ولو بدأت في كتابة قائمة الشخصيات فسنبدأ هنا.. وننتهي في منتدى آخر!
* * *
السّائل / Dr.5
1. كيف تقنع من لم يقرأ لك بأن رواياتك وكلماتك تستحق عناء القراءة؟
ربما يجدر بي إقناعهم بالعكس!
2. ارتباطك بدار الساقي بنشر 3 روايات، في حين ان البعض مقتنع بأن الدار تتشوق لنشر كل ما يسيء للمجتمع السعودي متناسين انها ربما احد اشهر دور النشر العربيه التي لها تاريخ عريق. ماذا تقول لهم؟
كثيرون يحبون اختراع تهم عشوائية من هذا النوع دون أن يحاولوا التفكير في دافع منطقي يجعل دار الساقي تقوم بذلك، (بالتأكيد دون أن يطلقوا العنان لمخيلتهم الآيديولوجية). بالنسبة لي، دار الساقي هي الأفضل توزيعاً، وهذا ما يعنيني.
3. هل تصنف كتاباتك بالرومانسية الحالمة، وكـأنك تبكي على الأطلال؟
أنا الشخص الوحيد في العالم الذي لا يمكنك الوثوق في إجابته لهذا السؤال.
4. اصدقك القول، اصابني الملل في بداية سقف الكفاية هل تشجعني على المضي قدماً بينما تقبع صوفيا في مكتبي غير متجرأه على التقرب منها؟
لا أشجعك أبداً، لأني غير قادر على تحمل مسؤولية مللك، ولا أستطيع تعويضكِ بما يكفي عن وقتكِ الضائع.
5. أؤمن بأن الرجل جيد في كتابة المشاعر لا الشعور بها.. نظم كلمات لااكثر شاطر في مادة التعبير والادب، بينما الواقع يقول ان الرجال لا يمكن ان يشعروا بهذه الاحاسيس! هل تثبت العكس؟
أرجو إعفائي من إثبات أو تبرير تصرفات جنس بأكلمه! هذه مهمة صعبة جداً… جداً..
* * *
السّائل / araam
1. حبيت اسأل الكاتب قرأت له الثلاث روايات و جميعها عند قرائتها كنت احس اني أقرأ لاحلام مستغانمي نفس اسلوبها ونفسها في الكتابه فهل فعلاً انت متأثر بها واذا صحيح فمتى ستخرج من قوقعتها وتكتب باسلوب يتميز به محمد حسن علوان عن غيره؟ طبعاً هذا لا يمنع اني معجبه باسلوبك وكتابتك واريد ان اعرف متى الروايه القادمه؟
لا أرى نفسي خرجتُ من مدرستها، رغم أني لا أستنكف الاعتراف بذلك لو كان حقيقياً، فانا أحترم تجربتها جداً، ولكن تشابهي معها ربما يشير إلى أننا خرجنا معاً من نفس المدرسة. المدرسة التي تنظر إلى اللغة على أنها أبعد من مجرد أداة. بل جزء رئيس من تكوين النص، ومحرك فني أساسي، وخطاب فكري لغوي له أبعاده الخاصة.
* * *
السّائل / سنيني يَـم
سأنسخ لك حوار جرى في الأيّام الماضية بيني و بين الزميلة مروى (marawe)
ثمّ أُعقِبهُ بالأسئلة:
(1) أما حسن علوان، عندي له سقف الكفاية و طوق الطهارة صراحة قرأت بداية سقف الكفاية لكن حسيت يبي لها روقان يعني تقرئينها كنص مليء حد الزخم بالتشبيهات يقولون رائعة جداً، لكن عن نفسي ما بعد دخلت في مودها عشان أقرأهاطوق الطهارة أمي قرأته، و أعجبها لكن أخذت عليه: التلاعب بالألفاظ الدينية و الانبهار بكل ما هو ميلادي، مسيحي، من الخارج وكثرة الإيحاءات الجنسيّة.
(2) أنا اليوم بديت بقراءة طوق الطهارة، بالفعل مثل ما ذكرتِ، بس الحين خل اقولج، الكتب صارت متحررة جدا بهالمسائل،يعني ساعات والله تنقرفين لما تقرين تفصيل لأمر معين، أو مثلا تعمقهم بأمور دينية لدرجة انهم يحاولون يشككون فيها!!بس يعني الرواية فكرتها حلوة لحد الحين بغض النظر عن العيوب اللي اوافق امج عليها،اليوم قعدت عليها قعدة طويلة باقي لي النص الثاني واخلصها وراح اقرا بعدها رواية صوفيا للكاتب نفسه.
(3) شوفي، أنا أتجنب حتى الآن إعطاء رأي مباشر في محمد حسن علوان بس ما أدري ليه الناس مسوين له ضجّة بزيادة يعني أسلوب o.k حلو.. بس فكرة ركيكة!.. و سياق مُغرِق في الوصفيّة! ما تحسين انك تقرئين رواية _هذا استشفّيته من قراءتي العابرة للفصل الأول_ بعض الروايات تشدك قصة و موضوعاً و أسلوباً بس هذي حسيت انه يلت و يعجن في الوصف و التشبيهات تحسين كأنك تقرئين أحد النصوص الأدبية في المنتديات.
(4) بس حبيت أوضح نقطة أخيرة عن علوان، أوافقج الرأي بأنه اخذ ضجة إعلامية كبيرة وزيادة عن اللزوم، صحيح ان أسلوبه حلو و تصاويره روعة لكنه استعيل وايد في طرح رواياته الثلاثة بهالشكل السريع،كان ممكن انه يستحق كل ما قيل عنه وقدر ان يثبت نفسه لو تمهل شوي في طرح الروايات حتى ينضج اكثر!!
في مسألة وحدة شدت انتباهي و حبيت أعلق عليها، و إهيه مسألة المبالغة لدى كثير من الكتاب السعوديين في رواياتهم،وعشان أذكر لج مثال حي من خلال رواية طوق الطهارة للكاتب نفسه،لما ذكر في إحدى عباراته على لسان البطل حسان كرجل سعودي بأنه تعرف في حياته على أكثر من 30 امرأة ومارس معهم، وسلموا له أنفسهم على اعتبارهم انهم من نفس البيئة والبلد،وكأن التحرر الشرقي صار بمفهوم إقامة الزنا وكأنه أمر عادي، بالإضافة إلى مقطع ذكر فيه دخول حبيبته غالية قبل زواجهم إلى البركة و إهيه عارية؟وين عايشين احنا؟! لهدرجة صارت نفس المرأة الشرقية وجسدها رخيص لهالمستوى؟ مجرد نقطة لفتت انتباهي في كثير من الروايات واهوه تحررهم في مسألة العلاقة بين البنت والولد لدرجة فعل المحرمات وكأنه أمر عادي!
ما تعليقك على: (1) التحرّر الزائد، و المبالغة في طرق الموضوعات الجنسيّة عند بعض الكتّاب. (2) أنّ الإغراق الزائد في الوصف والتشبيهات قد يدفع القارئ للملل أنا عن نفسي، لستُ ممّن يغفر للكاتب نقطة دفعي للملل في سبيل اللغة إطلاقاً!
دعيني أقول أولاً أنه من المبهج والمخيف في نفس الوقت أن أكون بذاتي الصغيرة محوراً لنقاش كهذا!
ما هو واضح بالنسبة لي أن كل الآراء المطروحة أعلاه مبنية على ذائقة قرائية ما، تختلف من قارئ لآخر. وهناك عواملٌ لانهائية تسهم في تشكيل هذه الذائقة (ليست فنية بالضرورة). أتفهم جداً أن بعض القراء، استناداً على مرجعية ثقافية واجتماعية معينة، لا يميلون لقراءة ما يتعارض مع هذه المرجعية. ويفترضون أن الكتابة يجب أن تلتزم بمعايير هذه المرجعية وإلا تناقصت قيمتها فنياً وأخلاقياً. لكل قارئ حدود ومعايير ونظام أخلاقي، ولكل قارئ قدرة متباينة على التخارج من مرجعيته والانخراط في بيئة العمل. وأتفهم أيضاً أن بعض القراء، استناداً على رؤية فنية ونقدية معينة، لا يميلون إلى الكتابة المسهبة مثلما أن بعضهم لا يميل إلى الكتابة المختزلة. لا أستطيع ككاتب أن أهندس كتابتي بحيث تجيء تماماً على مقاس المرجعية الثقافية والاجتماعية والدينية والفنية والنقدية لكل قارئ. وإذا فعلتُ ذلك، فتلك كتابة تسويقية موجّهة تستهدف بقعة الرضا في نفوس القراء، وليست أدباً/فناً ينبثق بتلقائية من الحياة مثل النبع.
* * *
السّائل / روح الفجر
1. لقاء شُغفنا به منذ فتره لم تدم طويلا.. فأهلابك بين قراء عاشوا بين أسطر الحب والألم.. وغاصوا في بحور الوجع والحب في آن واحد مناضلةً وتكاتفاً مع جميع (أبطال) رواياتك لا أطيل الحديث.. أكتفي بقدر من الاسئله.. تخرج محمد حسن علون من قسم نظم معلومات(الحاسب).. تخصص بعيد كل البعد عن اللغه.. فهل كانت قرائاتك لها دور كبير في إثراء اللغه لديك؟؟ أم أن ذلك معجزه توالدت معك منذ الصغر؟؟
قراءاتي عادية ومنتقاة. في أغلب الأيام لا تتجاوز ساعة في اليوم. و.. أشكرك على فرضية (المعجزة) هذه. أعتقد أنها تغريني جداً بالتصديق!
2. قليلا مانعود لقراءة نفس النص مره أخرى.. أما بالنسبه لـ ( سقف الكفايه) تجبرك على العوده لها والتمتع بروعه مابين ايدينا.. هل ذلك بسبب تمكن محمد حسن علوان من القدر البديهيه والرائعه على التشبيهات والكتابه بتلك الطريقه أم ان ذلك لتمكنه من الوصول إلى جميع حواس القراء واحد تلو الاخر.. وبالتالي تسخير كل تلك الحواس بين دفتي روايتك؟؟
لا أعرف إجابة لهذا السؤال. لأنه سؤال ينذر بالإنزلاق في مديح الذات التي أجاهد لإنكارها. سأخبرك سراً في المقابل: عندما أنهيت سقف الكفاية بحثت عن (مطبعة) لتطبع لي مائة نسخة فقط أوزعها على أهلي وأصدقائي فقط، لأني لم أكن أتصور أبداً أن غير هذه الفئة يمكن أن تقرأها لرداءتها. وهؤلاء المقربين هم الذين نصحوني بنشرها للملأ، وهذا ما حصل.
3. سقف الكفايه.. طوق الطهارة.. صوفيا… أيهم أقرب إلى نفسك؟؟
سقف الكفاية طبعاً. بمقدار ما أرهقتني وأربكتني كثيراً.
* * *
السّائل / يوسف
1. أستاذ محمد، بالرغم من التشابه الظاهري بين الفيلم السينمائي والمسلسل التليفزيوني باعتبار كليهما وسيط جماهيري أدائي إلا أن المسلسل أقرب ما يكون للشكل الفني للرواية، فهو يعتمد في الأساس على الوصف والسرد. غير أن هذا التشابه لايلغي بالطبع الاختلافات الأساسية التي قد يكون أهمها أن عالم الكتابة أرحب وأعمق، ويصل إلى أبعاد في الفكر لاتصل إليها الكاميرا. في الغالب هناك خصام نوعاً ما، بين الصورة والابداع الجيد المكتوب على ورق. ليس من السهل تحويل رواية رفيعة المستوي إلي فيلم أو مسلسل تليفزيوني، ربما لاختلاف نوعية المتلقي في الحالتين، فالذي تعودت عيناه علي متابعة سينما / مسلسل تحكي له قصة سهلة لها بداية ونهايه لايستطيع قراءة عمل عميق. السؤال بعد هذه المقدمة العويصة، ماهي نظرتك لتجسيد الرواية إلى عمل سينمائي؟ و ماهي الشروط اللازم توفرها في الرواية لتجسيدها سينمائياً؟ هل الرواية البوليسية إمكانية تجسيدها سينمائياً أكثر واقعية من تجسيد رواية اللغة تلعب دور أساسي فيها؟
الروايات نفسها تختلف في مدى قابليتها للتحول إلى عمل سينمائي أو مسلسل تلفزيوني. ثمة روايات تفاعلت مع الكاميرا بشكل ناجح جداً. أعتقد أن المحور هنا هو قدرة المخرج على انتقاء الرواية المناسبة أولاً. وبعد ذلك تأتي العمليات الجراحية/الفنية التي تعمد إلى تحويل جنس الرواية إلى عمل سينمائي أو تلفزيوني. لست متخصصاً في هذا المجال، وبالتالي لا أستطيع أن أفيدك بدقة عن شروط تجسيد الرواية سينمائياً. ولكني من زواية ضيقة أجيب: أعتقد أن رواية اللغة من الأصعب تجسيداً فعلاً، لأنها خطاب فكري.. لا يعتمد على البصر والسمع. وعموماً، تداخل الفنون جميعاً.. يعتمد على مدى فهمنا لدور الحواس في استقبال كل منها.
2. الطفرة الروائية مشاهدة الآن ولا سبيل لنا إلا التعايش معها، أفضل من القمع و المصادرة. في نظرك أسباب هذه الطفرة الجنونية ؟ خصوصاً إذا نظرنا إلى بعض الأسماء التي تشغل حيز في المجال الصحفي/ الفكري، وبدأت خوض غمار الرواية. هل المجال الذين هم فيه قبل خوضهم مجال الرواية أصبح لا يتقبله القارئ، وأصبح القارئ يفضل سماع الرأي أو الفكرة عن طريق الرواية؟
إذا تحولت الرواية إلى أداة لتسويق الرأي والفكرة فقدت الكثير من شرفها الفني ولم تعد تقبلها الأذواق النبيلة. الرأي هو فعلٌ مهيمن، يحمل شهوة الانتشار والسيطرة في جيناته أصلاً. وبالتالي هو يقفز في كل العربات التي توصله إلى أهدافه، سواءً كانت أدباً أو غير ذلك. وذلك ممكنٌ للأسف، ولطلما رضخت الفنون للآراء الموجهة من قبل، ولكنها تنحطّ تدريجياً تبعاً لذلك.. ثم تعود لتنبعث من جديد في ثورات فنية وثقافية شهدها التاريخ مراراً. إذن، أولئك الذين يطلبون يد الرواية باعتبارها أداة جديدة لتسويق الرأي يخالفون شروط الفن، ولكن مخالفتهم هذه لا تمنعهم من الاستمرار، لأن المخلصين للفن وحدهم سيتمكنون من اكتشاف ذلك واستهجانه، وهم قلة، وبقية المتلقين ستمرّ الرسالة الموجهة من خلالهم دون أن ينتبهوا، وهذا ما يحرض على استمرار هذه الممارسة عبر التاريخ.
الطفرة الروائية لا تستحق مسمى الطفرة. إنه مجرد تطور مرحلي متوقع في ثقافة المجتمع الذي كلما نضج كلما بحث عن أدوات تعبيرية عقلية (نثر) أكثر من أدواته العاطفية (شعر). هذا بالطبع لا يعني أبداً أن الشعر عكس العقل، والنثر عكس العاطفة. فالمسألة تتعلق بالمساحات التي يتيحها الشعر والنثر، أفقياً وعمودياً، وأيها يناسب شؤون المجتمع التي تزداد تعقيداً مع الزمن.
3. في مقابلة سابقة لك مع جريدة الرياض، قلت (ما زال عندي الكثير لأقوله عن الحب، وقد لا أنتهي)، ألا تخشى أن تكون أعمالك المستقبلية على خط واحد بدون تجديد؟ ترتكز فقط على ثيمة الحب والعشق و الهيام؟
الحب ليس ثيمة بالضرورة، قد يكون محوراً. ويطوف حول هذا المحور كائنات مختلفة، قد تكون: عشقاً، موتاً، سياسية، أخلاقاً، فلسفة، جوعاً، وطناً، خوفاً. أنا أختار المحور الذي أنتمي إليه بشكل أقرب حتى أتمكن من إقناع الكائنات بالطواف حوله، والانسراد بطواعية.
4. سؤال أخير إذا تفضلت، في كتاب مراجعات الماشي قال الأستاذ عبدالوحد اليحيائي ما نصه: الشعر عمل تهييجي، وتحريك الناس نحو الأفضل والأكمل من مهام الشاعر العظيم، ومن السخف أن نطلب من الشاعر أن يضع قيداً على عقله حين يكتب شعره لننتهي إلى شعر مات قبل أن يولد، والذين يطلبون من الشاعر أن يراعي مشاعر الناس وعواطفهم فيما يقول ويكتب، بل وقبل أن يقول، يطلبون منه في الواقع أن يتحول إلى راقصة تهتز لترضى عنها الجماهير، ومهمة الشاعر في الحياة أكبر من ذلك بكثير” انتهى. ألا ترى معي أن الشاعر كالروائي تماماً كلما اقترب من مشاعر الناس وعواطفهم، كلما كان أقرب لهم، يعبر عن أحلامهم، وأرائهم التي لايستطيعون التعبير عنها؟
الشاعر والروائي كلاهما مسؤول في المقام الأول بالتعبير عن نفسه، ومن خلال هذه التعبير قد يجد الآخرون مفاتيح إلى أنفسهم، حسب مستوى تماسّ النص معهم. الشاعر والروائي يلتقيان تحت مظلة الفنون عموماً، ولكن لكل منهما معالجته المختلفة للحياة، وانفعاله المستقل بها.
5. ومارأيك في من يقول أن الشاعر أصبحت شخصيته في هذا العصر حالمة لا يتعايش مع الواقع؟
هذه مقولة يكذّبها ”الواقع“. فلنبحث في سير شعراء العالم.. ونرى!
6. وأخيراً هل أحتلت الرواية مكان الأولوية في اهتماماتك الأدبية، أم مازال الوقت متسع للجميع، للقصة القصيرة والشعر؟
أعتقد أن هذا صحيح، الرواية تهيمن على كتابتي مؤخراً. ولا أعرف سبباً واضحاً لهذا حتى الآن.
7. أتمنى تذكر لي لمن تقرأ من الأدباء العالميين / السعوديين كذلك.
منذ فترة طويلة نسبياً لم أقرأ أدباً. التاريخ والقراءات الفكرية والاقتصادية أبعدتني قليلاً عن قراءة الأدب. آخر رواية سعودية قرأتها كانت (جاهلية) لليلى الجهني.
* * *
السّائل / mm_1
1. سقف الكفاية من الروايات التي سمعت عنها الكثير قبل أن أقرأها وليس من سمع كمن قرأ، قرأتها وتذكرت على الفور ثلاثية أحلام مستغانمي – الرواية كانت مغرقه في التشبيهات لغة راقية وفخمة ورغم جمال الأسلوب إلا أنها جاءت على حساب السرد القصصي لم ترق لي شخصية (مها) في الرواية مجرد فتاة خائنة لعوب لذلك هيام (ناصر) بها لم يكن مقنعاً لي عتب وعتب كبيرلماذا الإيحات الجنسية في الرواية؟؟ هل هو تأثر بروايات كتاب شمال افريقيا؟؟ أم أن ماتجاوز الخطوط الحمراء هو الأسرع إنتشاراً؟؟ تفاصيل مادار في غرفة (مها) أفسد علي متعة قراءة الرواية؟
كما ذكرت في إجابة سؤال سابق هنا، القراء يختلفون في قبول الجنس ورفضه، حسب مرجعياتهم وحدودهم الشخصية. وأنا لا أستطيع (ولا أرغب) في مراقبة هذه الحدود، بل أجتهد أن يكون كل حدث يحمل معه مبرراته الفنية التي تقنعني ككاتب يتحرى مواجهة الحياة كما هي، وليس بالمواربة ومراقبة التعريفات المتباينة لما هو أخلاقي وما هو فني. يؤسفني أن مقاطع معينة من الرواية أفسدت عليكِ متعة القراءة ولكني على درجة عالية من اليقين أن هذه لم تكن حالة عامة لدى جميع القراء، وإن كانت متوقعة بنسبة ما.
2. للأمانة وحتى أكون منصفة أعجبتني شخصية (ديار). وأعجبتني اللغة المترفة. هل رواياتك تجسد واقع مجتمعنا أم ماتطمح إليه في مجتمعنا؟؟
تجسيد المجتمع كما هو أو تشكيل المجتمع كما نريد، ليسا من وظائف الرواية. ولذلك فإجابتي هي النفي في الحالتين. الرواية هي محاولة لمساءلة حالات حياتية ما بشكل سافر وعفوي. طرح الأسئلة الكبيرة من الزوايا التي لم تطرح من قبل، أو الأسئلة الصغيرة التي لم تطرح قط بأي زواية كانت.
3. سقف الكفاية، طوق الطهارة، صوفيا رغم أني لم أقرأ الأخيرتين بعد لكن سؤالي هل هي ثلاثيه تيمناً ب(فوضى الحواس، ذاكرة الجسد، عابر سرير).
لا ليست ثلاثية. لأنه لا يوجد أي اتصال في الحدث أو الشخصيات. كل رواية مستقلة تماماً.. حتى الآن.
* * *
السّائل / سـاهـي
قرأت رواية ”سقف الكفاية“، أعجبتني رغم تشبعي المبكر من لغتها الشاعرية، هل سنرى محمد حسن علوان يتخلى عن روح الشاعر في كتابة رواياته كما هو الحال في كتابة مقالاته في جريدة الوطن؟
أعتقد أن الروح الشاعرية يمكن تمثيلها بعدة أشكال: التناسق اللفظي الجمالي هو واحد منها. ولكن الشعر أوسع من ذلك بكثير. الجملة الفلسفية الخالية من أي كلمة شاعرية قد تكون شعراً محضاً. والحالة الروائية المنحوتة أحداثها بدقة ومنطقية قد تكون شعراً أيضاً من ناحية هندسة المعنى وإن افتقدت لديكور اللفظ. بصراحة، أنا لا أفكر كثيراً في الكيفية الفنية التي ينبغي أن أكتب بها. أنا قارئٌ قبل أن أكون كاتباً، وذائقتي تنضج وتتطور مع الزمن. وما كان يعجبني ويروق لي قبل سنوات لم يعد كذلك. وما كنتُ أستنكره وأهجره قبل سنوات أيضاً أصبحتُ مولعاً به الآن. وبما أني أول قارئ لنفسي، فإن ذائقتي القرائية تؤثر بالتأكيد في إنتاجي الكتابي. وبالتالي، بالتأكيد أن لغتي ستختلف من رواية لأخرى، وإذا لم تختلف.. فهذا من دواعي القلق.
أما بالنسبة للمقال الأسبوعي، فبالتأكيد أنه ليس موضعاً مقبولاً للّغة الشاعرية، لأنه جنس كتابي مختلف، له شروط وأهداف مستقلة تماماً.
* * *
السّائل/ M A R W A N
قرأت قبل فترة تعليق لـ عرار على أحد الروايات السعودية: ((كلما تعلم مراهق كلمتين في الجنس وحفظ بعض أسماء الخمور كتب رواية وطبعها في بيروت)). وش تعليق كاتبنا الكبير محمد على مثل هالتعليقات؟؟
أعتقد أن العالم واسع جداً جداً إلى حد أنه لو قررت كل المليارات الستة من سكان الأرض أن يكتبوا روايات، لاتّسع المجال لهم جميعاً. فمثلما أن في الأرض أكسجين كاف للبشر، فهناك ورق وفكر وفن كاف لهم أيضاً. فالكتابة حقٌ إنساني مثل الأكل والمعتقد. وبالتأكيد أن هناك من لا تعجبنا كتابتهم، مثلما أنه لا يعجبنا طعامهم ولا نتفق مع معتقداتهم. لماذا نبالغ في الحنق إذن من رواية لا تعجبنا؟ بغض النظر عن الأسباب التي جعلتها لا تعجبنا (فنية أو فكرية). البعض يعتقد أن الرواية التي لا تعجبه قد أهانته بشكل شخصي! ولابد بالتالي أن ينتقم منها بتعليق لاذع جداً، ويمعن في إهانة كاتبها/كاتبتها حتى لا يجرؤوا مرة أخرى على كتابة رواية لا تعجبه. علينا أن نتمعن نقدياً في (سلوك التلقي) مثلما تمعّنا نقدياً في (سلوك الكتابة).
* * *
السّائل/ Just Friends
1. عندما تقوم بالكتابة، او بالاصح الرسم الجميل بالحروف، النقش بالمعاني، هل تتقمص الشخصيات، والمواقف وتعيشها كما نفعل او بالاصح انا كقارئ، خاصة تلك المشاعر الصعبة التي تأتي مع الحب، الخوف، الكبرياء، الترقب، التفكير وان كنت تعايشها فهل تختفي وتنتهي بـ انتهائك من الكتابة؟؟
نعم، أفعل ذلك عشرات المرات. في كل كتابة، ومراجعة، وقراءة أخيرة. إنها طريقتي في التأكد أن الرواية روايتي فعلاً، ابنة يدي، وتحمل جيناتي الحقيقية.
2. لحظة الكتابة هل تكون لقاء الاستاذ محمد بنفسه ”خياله، مفرداته“، او أنها لحظة تسترجع فيها بعض المواقف والذكريات التي عايشتها؟
كلاهما معاً. حالة الكتابة خليطٌ معقد جداً من الشعور والتفكير.
* * *
السّائل / رجل جاء وذهب
1. يكتب محمد حسن علوان كتاب / فيوجه له غازي رسالة وتوجه له رسائل من كبار الكتاب/ كيف يحسن الشاب / محمد بعد هذا الكتاب؟ /وذلك الثناء؟
ارتبكتُ قليلاً في البداية، وهذا متوقع وشائع. وربما أني ما زلتُ مرتبكاً. إلا أني أحاول بجهد أن أوثّق المعادلة التي تعزل الكاتب الذي يكتب، عن الكاتب الذي ينشر. لأن علاقتهما ببعض قد لا تكون إيجابية دائماً.
2. كثير من يعتقد ان الزواج/ مازال حصرا على الطريقة التقليدية. محمد/ كسر الطريقة المعتادة/ وأنت تعلن ذلك وتأتيتكما المباراكات/ من زملاءكم كيف شعرت حينها؟ أتحررت من طريقة تقليدية لا ترغبها/ أم أن الأمر نصيب وجاء لك ولم تفكر بطريقة الإرتباط؟
أتحفظّ قليلاً على الإجابة عن سؤال شخصي كهذا في منتدى عام.
3. رغم أن كتابك الأول / أعجبني / إلان أنني من سنتين لم أستطع إنهاءه حزن/ كمأتم مشبع بخاينة مها وغباء الآخر هنا برزت كشخص يمتلك أدوات لغوية / عاليه ولكن السرد الإضافية قتلها / والخيانه مع الغباء ضعضعها ولكن يغفر لها جمالية التعبيرات فيها / يكفي أنها الرواية الوحيدة المليئة / بالهاي لايت! هل استفدت من النقد لهذه الرواية؟
بالتأكيد استفدتُ من النقد. والاستفادة هنا لا تعني الاتباع المباشر، مثلما أنها لا تعني الإغفال المطلق.
4. صوفيا / جاءت بعد سقف الكفاية لماذا صوفيا ضعيفه يامحمد/ هل عجالتك للعودة للأضواء وتقديم نفسك من جديد عجل بذلك؟ نريد الرواية القادمة فيها عذوبة سقف الكفاية / وحكمة النقد الموجه لها.
تعلمتُ من ثلاثة أعمال منشورة أن العمل الثاني بالذات هو أكثر الأعمال صعوبة، لأن قراء العمل الأول ينقسمون إلى قسمين: منهم من يريد رواية شبيهة بالأولى التي أعجبته حتى يكرر المتعة، ومنهم من يريد رواية مختلفة تماماً حتى لا يراوده الملل. وبالتالي يأتي العمل الثاني مأزوماً قبل صدوره. ويدخل إلى القارئ محاصراً بالتوقعات المسبقة، والأمنيات المرتبة. العمل الثاني مظلوم ومسكين لأنه يجني ما لم يحصده، ويحاكم وفق معايير عمل آخر منفصل تماماً.
بما أن الأعمال الثلاثة الآن صارت موجودة على الأرفف، فإن بعض القراء يقرأون صوفيا ويعتقدون أنها عملي الأول، ثم يقرأون بعد ذلك سقف الكفاية. هؤلاء القراء تأتي ردود أفعالهم مختلفة تماماً عن لو أنهم عكسوا ترتيب القراءة. وصلتني آراء كثيرة، وبعضها منشور في موقعي، تقف في صف صوفيا، وترى أنها أفضل من سقف الكفاية. ردود الأفعال على كتاب ما تتأثر أحياناً بالتوقعات المسبقة أكثر مما هو بين دفتي الكتاب نفسه.
5. إحداهن / كانت بين كل محادثة وأخرى بالماسنجر تقدم لي/ اقتباس منك محمد هل قدمت نفسك كملك للرومنسيين السعودين؟ تتوقع / أنت رومنسي أكثر مني
هذا لقبٌ فخمٌ جداً، وعندما قرأته في سؤالك راودني طمعٌ كبير. ولكن أعرف أن السعي إليه بوصفه هدفاً مطلقاً.. سيكون قراراً فاشلاً، لأن الرومانسية حالة إنسانية واحدة، والحب مجموعة حالات، والحياة محيط من الحالات. من الصعب أن أتجاهل كل هذا، وأسعى إلى حالة واحدة فقط.
و.. لا أعتقد أني أنافسك في الرومانسية، رغم أني لا أعرفك. لا أعتقد أني أملك إجابة أخرى على أي حال!
6. لماذا أخترت إسم مها لروايتك؟/ هل لإنتشار الإسم شأن بذلك؟ أم جاء هكذا؟ حدثني أحدهم أنك أخترت ”مها“ / متعمدا رامزا بأن الخاينة ربما تكون من حولنا وبكل مكان/ هل مها نظرك رمز لشعبوبية الخيانة؟
لا توجد أي رمزية مقصودة في اختيار أسماء الشخصيات. أحياناً أغير اسماء الشخصيات عدة مرات أثناء كتابة الرواية.
7. محمد/ أنت مجرم؟
أخبرني أي قانون تتبع، أخبرك أي مجرم أنا.
* * *
السّائل / الليدي لجينا
1. ما هو ابعد طموحات محمد حسن علوان ؟
أن أعيش أطول عمر ممكن، بأقل ألم ممكن، وأكثر سعادة ممكنة. لا أختلف كثيراً عن مذهب سانخيا، أقدم فيلسوف هندي، عندما خلص قبل آلاف السنين إلى قوله ((إن انعدام الألم انعداماً تاماً هو أكمل غاية ينشدها الإنسان)).
2. ماهي ابرز اهدافك اللي تعتبر نفسك حققتها ؟
الأهداف مشروعٌ شخصي بحت. وعندما أعلنها للناس أكون معرضاً لإحدى تهمتين، إن سلمتُ من إحداهما لم أسلم من الأخرى: الإمعان في التفاهة أو المبالغة في الحلم!
3. من هو قدوتك بكل شي ؟!
لا أحد. ولكني أقتطع أجزءاً من شخصيات الآخرين، وأحاول أن أصنع لنفسي قدوة تناسبني.
* * *
السّائل / ضوضائية
1. أسئلتي لمحمد حسن علوان الكاتب الصحفي في جريدة الوطن. بدأ علوان في كتابة المقالات الثقافية بحكم دوره واهتماماته، ثم وجدناه الآن يكتب عن العمالة البنغالية وارتفاع أسعار الغذاء.. فهل يأتي ذلك تأثراً بنهج مقالات باقي كتاب الصحيفة أم أن هناك سبب آخر؟
مقالي في الوطن هو مقال رأي، وله نسق معرفي وسوسيولوجي وفكري واقتصادي وثقافي، لأن هذه هي المجالات التي أعتقد أن بوسعي الإدلاء فيها وعبرها برأي ما، بغض النظر عن جودة هذا الرأي. والمقالان اللذان ذكرت في سؤالك لا يخرجان عن هذه الموضوعات أعلاه. ليست كل قضية عامة سطحية، وليس كل كتابة منعزلة وهادئة عميقة. كل ما أسعى إليه أن أخرج برأي يستحق الطرح والنقاش مع القارئ.
2. بعد ”ورطة“ الكتابة عن ”فؤاد الفرحان“ هل ندم علوان؟
سؤالك يبدو أنه يحاول تثبيت نظرية (الورطة) لأسباب أجهلها، وأنا لا أعتقد أنها كذلك لأن اختلاف بعض القراء معي في الرأي لا يعني الوقوع في ورطة وإلا كان كل كتّاب العالم متورطون بشكل أو بآخر في قضية ما. ربما كان المقال كان جدلياً بعض الشيء، ككل قضايا الرأي العام. الذي زاد من حدة ردود الفعل أن المقال نُشر في الوقت الذي كانت هناك جهودٌ منسّقة بين المدوّنين لتبني القضية، وربما أعتقد بعضهم أن المقال جاء ليجرح جهودهم النبيلة هذه، فاتخذوا مواقعهم الدفاعية/الهجومية. رغم أنهم، هم المدونون، أكثر الناس أريحية في طرح الرأي. ولأني أعرف ذلك عنهم قررت أن أصدر البيان التوضيحي وكتبت مثال (حرية التعبير.. حرية التأويل) رغم أني لا أفعل ذلك عادة مهما تصاعدت حدة ردود الفعل. وذلك لأني أؤمن أن الاختلاف في الرأي فضيلة.
3. وهل الكاتب مطالب بالدفاع عن نفسه وشرح فكرة ودوافع كتابة أي مقال مثير للجدل؟
ليس مطالباً بالدفاع، ولذلك كان البيان (توضيحياً)، وليس تبريرياً أو اعتذراياً كما التبس على البعض.
4. مع العدد الضخم مؤخراً لكتاب صفحة الرأي في جريدة الوطن.. كيف تجد نفسك وسط هذه الكثافة العددية؟
أعتقد أن الكثرة في صالح الجميع. عندما تتحول صفحة الرأي إلى مكان نشط للطرح والحوار، فإن هذا يعود على كل كاتب بقيمة حوارية أعلى منها لو كان يغرد منفرداً في جريدة لا يقرأها أحد. بالتأكيد أن الغناء المنفرد ليس سلبياً دائماً.
5. وما هي أفضل الأسماء برأيك؟
إيمان القويفلي، حمزة المزيني، تركي الثنيان، وحالياً الاسم الذي انضم حديثاً: أشرف فقيه.
6. ”جمال خاشقجي“ كيف تنظر لهذا الرجل؟ وهل صحيح أنه أحكم الخناق على حرية الكتاب في جريدة الوطن مما أجبر بعضهم على الانقطاع لأسابيع متفرقة؟
لا أملك من المعرفة ما أستطيع تقييمه به. ولم ألمس من خلال تجربتي في الوطن أي أثر لغياب الحرية. في رأيي، ما زالت الوطن تتمتع بأعلى سقف حرية (ممكن) في الصحف السعودية.
7. نلاحظ انتهاء ”طفرة“ حضور الكتاب بأسماءهم في منتديات الإنترنت الثقافية أو الليبرالية. بحكم أنك كنت من كتاب المنتديات السابقين، فهل لم يعد هناك ما يغري على الكتابة النتية أم أن هناك سبب آخر؟
الكتابة المنتدياتية تضعف تدريجياً لأسباب منها: انطفاء البريق الذي صاحب بداياتها، انعدام الجهود الكافية لتجديدها وإبقاء قيمتها التنافسية بين مساحات الكتابة الأخرى، تحولها إلى ساحات لتكريس الصراع بدلاً من تشجيع الحوار. أعتقد أن انتشار المدونات أيضاً ساهم في سحب البساط (جزئياً) من المنتديات.
* * *
السّائل / ظمأ القلب
1. كَثيراً تَحدث بها عن الحٌب رُغم اني احسَستُ مِن خِلالِ روايَتِك أنك تٌحارِبُهـ؟
ليست حرباً على الحب بالطبع، ولكن ربما كانت حدة في طرح أسئلته وتفتيش أدراجه.
2. حُروفك الذاخِره والمٌتعمِقة باللغة العربية كَيف استطعت ان تٌنميِها؟
لا أزعم أن حروفي كما تصفينها. ولكن شكراً على لطفك عموماً.
* * *
السّائل / غسالة خلاقين
1. سقف الكفايه من أروع ما قرأت.. وبـ العادهـ الروايات أخلصها في أسبوع لكن هذي الروايه تحديداً جلست فيها 40 يوم كنت أخلص الفصل الواحد في يوم أو يوم ونص.. لكن أجلس أسبوع ما لمستها صرت متعايشه معهم.. وأحب أفكر فيها وأخمّن الأحداث الجايه قبل أقراها روايه استخلصت منها اقتباسات كثيرهـ وأغلبها كان موجع أول شي كنت أقول حبيتها واقتبست منها لأني قريتها في ”وقت حساس“ بـ النسبه لي لكن من هالمكان اكتشفت كثير كانوا نفس الحاله وبـ نفس درجة الإعجاب سؤالي.. ليش تمت النهايه بـ هالشكل..! خلاص كلنا اقتنعنا إن ناصر تناسى مها.. ومها خلاص صارت من نصيب غيرهـ ليش رجعت تدخل بـ الطريقه الغريبه والغامضه. مجرد رأي.. ” نهايتها بـ هالشكل.. أفقدتني تلذذ شهر بـ أكمله!
النهاية ليست إلا جزء من أجزاء الرواية التي يختلف القراء في رأيهم حول ما كان حرياً بها أن تكون، وكيف يجب أن تُكتب. إلا أنها بالذات، دوناً عن أجزاء الرواية الأخرى، من أكبر محاور هذا الاختلاف. لأنها تأتي بعد أن يكون القارئ قد تشبع برواية كاملة، واكتمل لديه الرأي حول العمل، وصار عنده تصور شخصي جداً حول ما يجب أن ينتهي عليه العمل، وتتضاءل كثيراً احتمالات النهاية التي يقبلها. وبطبيعة الحال، لا أستطيع أن تبرير النهاية هنا مثلما لا أستطيع تبرير أي حدث فني آخر.
2. محمد اسم مبدع في الشعر والقصص الصغيرهـ إلى جانب الروايه طبعاً..
لماذا أصدرت ثلاث رويات ولم تصدر أي مجموعه قصصيه أو ديوان لـ قصائدك..!
وركّز على الأخير.. لأني من عشاقه ومن عشاق ما كتبته بالذات..
حتى الآن ليس عندي حافزٌ كاف لنشر القصص والقصائد، لأنها متوفرة على موقعي، ومواقع أخرى. ما جدوى إعادة تدشينها على الورق إذن؟
3. أكثر.. ”كِتاب سلب عقلك / شاعر أثّر فيك“
هذه أسئلة مرحلية. لا توجد إجابة عامة لها. لكل مرحلة من حياتي كتابها الضخم، وشاعرها المفضل..
* * *
السّائل / داشر الهبقات
من النادر في بلدنا الجافة إنك تلاقي كاتب محترف،،
يعني إيه محترف؟ يعني واحد قاري ومطلع وعنده رصيد كافي وعينات من كل بحر وسهل وجبل وصحراء،،أحب دايما المخ المستعد المتكلف،، المتعوب عليه،، اللي جلس طول حياته يجهز نفسه للحظة الإنطلاق،، ولما ينطلق،، ما نشوف إلا غبرته. ضيفنا اليوم من أصحاب المركز الأول،، اللي يا دوب نلحق عليه. قريت لضيفنا وعجبتني طريقة تفكيره،، من أوائل الأشياء اللي أتعلمناها في حياتنا في الرياضيات،، التحليل المنطقي،، المرتكز على إرجاع الفكرة لعواملها الأولية،، متى ما فهمنا الأساس،، فهمنا البناء ونتيجته. وضيفنا يملك القدرة على التحليل السليم،، والبحث عن جذور الفكرة،، وإستنباط أساس المشكلة،، وزاد عليها الإطلاع والتوسع فيه والبحث بنظرة عالمية عن المشكلة،، وبالتالي يقدر يفهم الموضوع،، ويربطه بالواقع،، وينظر للمستقبل ويعطينا الخلاصة. وأنا شخصياً بأفكر بنفس الأسلوب،، وأحاول أعلم اللي حواليني كيف يفكروا بمنطق رياضي تحليلي علشان يشوفوا بين السطور ويغوصوا في بواطن الغموض. أتمنى من الأخوة والأخوات يدخلوا على موقع الكاتب ويقروا مقالاته،، فيه أكثر من قضية ناقشها من جذورها،، ومنها قضايا الساعة،، الأسعار والعمالة وغيرها،، الحقيقة كاتب ومفكر صغير السن زي ضيفنا،،، المفروض ما تتوجه له أسئلة (صحفية) من عينة مين تشجع وإيش تاكل عشان تصير قوي وإيش لونك المفضل،، واحد زي ضيفنا المفروض نطرح عليه قضايا ونقول له تكفى شف لنا حل،، لأنه قدها،، وقليل اللي قدها واحد زي ضيفنا لازم يكون مستشار لأكبر راس في البلد،، لأنه أكثر واحد فاهم البلد،، ولأنه ولد البلد. أنا ما أعرف عنه أي معلومات شخصية وفين يشتغل ومن ذا الكلام،، لكن أتوقع إنه زيه زي معظم الكفاءات الوطنية اللي مرت علي،، مركون في الظل وماهو آخذ وضعه الطبيعي،، وحظه من الدنيا كم رواية على زاوية في جريدة. وبما إن عندنا عقدة الأجنبي،، فما أعتقد مسؤلينا بيتعبوا نفسهم وبيقروا بين سطور كتاباته ومقالاته علشان يستقطبوه كمفكر وطني،، من تجربة شخصية،، لقيت كل الإحترام والتقدير لشخصي الحقير خارج البلد،، ووصلت لأبعاد كبيرة يتعب يوصل لها أي واحد من جيلي،، لكن لظروف مستحيلة،، إضطريت أستقر في البلد،، وأتعب وأعاني على ما لقيت شغل بشهادتي الأصلية مجردة من أي خبرات ومهارات،، مافيه فرق بيني وبين أي خريج جديد بنفس شهادتي. ولما تحاول تدق على صدرك وتفتي،، تلاقي ألف واحد ينظر لك من فوق لتحت ويقول لك،، على شحم وخل عن الفلسفة. أتمنى إن ضيفنا ما يوصل لمرحلة (على شحم)،، وأتمنى إنه يوصل للمركز اللي أشوفه أحق وأنسب له،، واللي يخليني في يوم من الأيام تنبعث في صدري روح الإنتماء الميتة من جديد،، وأشاور عليه وأقول: هذا ولد بلدي.
كنتُ أظنُّ عند بداية قراءاتي لكلماتك أنك تتكلم عن شخص آخر، وعندما أنهيتها.. تأكدتُ بالفعل أنه شخص آخر!
أتمنى لكما معاً، أنت وذلك الشخص، كل التوفيق بحياة تلقيان فيها ما تستحقانه فعلاً.
* * *
السّائل/ زهرة الزنبق
1. هل توقعت كل هذه الضجة على مقال الذي كتبته في وقت اعتقال فؤاد الفرحان؟؟
توقعت أن تختلف حوله الآراء، ولكني لم أتوقع أن تكون ردود الأفعال (شبه) منسقة من الطرف المعارض إلى هذا الحد.
2. بكل صراحة وبعيد عن المجاملة\ الدبلوماسية ماهو رأيك في الروايات النسائية السعودية في الفترة الاخيرة؟؟
كمّها يبشر بالخير، أما كيفها فهو مرهونٌ بعوامل النضج والتطور المرحلي. في النهاية، الرواية فن إنساني، لا يعنيني كثيراً تأنيثه أو تذكيره.
3. وقت اقدامك على نشر اول رواياتك (سقف الكفاية) شنو كانت اكبر مخاوفك؟؟
ألا يقرأها أحد!
4. يقال ان المواطن العربي لايقرأ واذا قرأ لايفهم هل تؤمن بهذه المقولة؟؟
لا طبعاً. لا أؤمن بأي مقولات تعميمية على جنس أو جنسية أو شعب أو طائفة أو جماعة. التعميم لغة الحمقى كما يقولون، رغم أن في تلك المقولة تعميمٌ آخر!
5. هل صحيح مانسمعه ان دور النشر العربية تتعامل مع الكاتب السعودي بنظرة مادية؟؟
دور النشر العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية وغيرها كلها مشاريع تهدف للربح في النهاية. سواءً نشرت كتب الفلسفة أو كتب الطبخ. الذي يجعل دور النشر الغربية تبدو أكثر نبلاً واحترافاً هو أن سوقها رائجة، وعوائدها عالية، مما يجعل تعاملهم مع الكتّاب أرقى وأصعب في نفس الوقت. ففي الغرب، لا يستطيع الكاتب أن يتواصل مع دار النشر مباشرة، وعليه إذا أراد أن ينشر كتاباً أن يبحث عن وكيل يوافق على مهمة تسويقه لدور النشر، لعلها ترضى بأن (تطّلع) على عمله اطلاعاً، ولا تنشره بعد. بينما السوق العربي للكتاب لا يدرّ عوائد مادية كافية، وبالتالي فإن الذي يتورط في الاستثمار في دار نشر عربية عليه أن يضمن عوائد تجنبه الإفلاس، ولهذا يكون تفاوضهم المبدئي مع الكاتب مشوباً بالمادّية، فما معنى أن (لا تكون) مادياً مع الكاتب ثم لا تتمكن من دفع رواتب موظفيك في النهاية؟
6. دار الساقي هل طلبت منك حذف\تغير \اضافة بعض المقاطع على رواياتك؟؟
إطلاقاً ما عدا القليل النادر الذي (يقترحونه) ولا يفرضونه. حسب وجهة نظرهم التوزيعية وليس الفنية.
7. الأندية الادبية السعودية هل تعتقد انها تقوم بدورها على اكمل وجه في النهوض بالحركة الأدبية السعودية؟؟
أعتقد أنها تحاول، وبجهود فردية. أما عبارة (على أكمل وجه) فأعتقد أنها ما زالت بعيدة جداً عن الواقع الحالي. وربما نستبدلها بعبارة (حسب المتاح) من باب الإنصاف.
* * *
السّائل / الدبلوماسي
1. يقول صموئيل جونسون: ”اعدْ قراءة ما كتبت؛ وإذا أعجبك مقطع ما بصورة خاصة إعجاباً شديداً، فأشطبه!“.. وقد تبرأ بلزاك من بعض القصص التي كتبها، مما حرمه من لقب ابو الواقعية وجيّر إلى الأديب جوستاف فولبير..على الصعيد العربي، صدّرت غادة السمان مجموع أعمالها بـ ”الكتابات غير الكاملة“ لأنها لم تكن راضية أيضاً عن كل ما كتبته فيها!.. أيضا لم تقم أحلام مستغانمي بإعادة طبع واحدة من أولى أعمالها ”الكتابة في لحظة عري“ وذلك لإقتناعها الشجاع بأنه لم يكن عملاً إبداعيّاً يستحق الخلود الأدبيّ. إنما مجرّد تمارين أولى في الكتابة، تهيّؤها لعمل أكبر. هل يا ترى ”ارتكاب“ الكتابة يُورث غالباً الردة الأدبية! وأين أنت من هذه الرؤى؟!
عندي أعمال كثيرة (نصف مكتوبة) ما زلت عاجزاً عن الاستمرار في كتابتها أو نشرها. أعتقد أن هذه حالة شائعة ومتوقعة لدى كل الكتّاب.
* * *
السّائل / عطر المكان
1. متى شعرت بأنك قادر على كتابة سقف الكفايه؟
عندما أنهيت أربعين صفحة منها تقريباً. ثم مزقتها، وبدأت من جديد.
2. ترى لماذا اخترت هذه النهايه لسقف الكفايه؟
بصراحة، لا أتذكر. عليّ أن أستعيد تفاصيل حالاتي الكتابية قبل سبع سنوات تقريباً حتى أجيب عن هذ السؤال.
3. كل منا عندما يبدأ القراءه لأول مره يمر بمرحلة الدهشه الاولى لكل ما يقرأه. ترى ماهي الروايه او الكتاب الذي ولد هذا الاحساس لديك؟
عندما بدأت القراءة لأول مرة كان كل ما بين يدي هو قصص أطفال مصورة.. وليس روايات!
* * *
السّائل/ وجدبلاوجود
سؤال واحد فقط أبإبمكانك أن تنتقل بأدواتك الفارهة وتصاويرك الغارقة في الحزن إلى إطار يتسم بالسخرية التهكم ؟ أعني كعمل روائي بعيداً عن الحب.
أعترف أني حاولت كتابة عمل بهذه الصفة، وقطعت فيه شوطاً طويلاً قبل سنوات. ولكني لا أزال غير مقتنع بجودته، ولهذا هو قابع في درج عميق حتى تمنحه يدي المتشككة فرصة أخرى.
* * *
السّائل / A.M.S.B
رواياتك الثلاثة جميعها كانت تدور حول فلكٍ واحد هو موضوع الحب، وإن تضمنت الرواية فلسفات وموضوعات أخرى لكنها تكون جانبية وفرعية في معظمها ولا تنال الأهمية التي تمنحها لموضوع الحب، ولا أظن أنه الموضوع الوحيد الذي تجيد الكتابة عنه نظراً لأن لديك من القصائد ما يتعمق في مواضيع فلسفية بشكل جميل (قصيدة جفاف مثلاُ)، فلماذا لا تسبغ رواياتك بذات العمق الذي تسبغه على قصائدك؟ وأنا هنا لا أنفي العمق عن موضوع الحب، لكن في الحياة متسع لفلسفات أخرى أنت قادرٌ على طرقها، والأدب أوسع بكثير من تأطيره بإطار الحب الضيق، وخصوصاً حين يملك الأديب قلماً مثل قلمك فمن المفترض أن يحمل رسالة أكثر عمقاً وأوسع أفقاً، لا أن ينجرف مع الكتاب الباحثين عن الربح التجاري أو الشهرة عن طريق مواكبة ما يبحث عنه عامة جمهور القراء واجترار ذات المواضيع والأساليب الأدبية التي تشربناها واعتدنا عليها حتى الملل. يبدو أن هوية حديثي انحرفت من كونها سؤالاً لتصبح شيئاً آخر، لكن أتمنى أن يتسع صدرك لهذا الحديث بغض النظر عن هويته.
أتفق معك في رأيك حول أن الأدب أوسع من تأطيره بموضوع الحب (رغم اتساع إطار الحب). ولكني لا أتفق معك في جزمك بأني قادرٌ على طرق كل فلسفات الحياة!
* * *
السّائل / صاحب الظل الطويـــــل
1. شخصيـًا قرأت رواية سقف الكفاية فقط، بحكم أن العديد من الناس نصحوني بقراءته. وحقيقة شدتني الرواية من أولها حتى نهايتها. وأعجبتني تلك المشاعر المسكوبة من غير تكلف، واستمتعت بمعايشة الحقيقة من غير الأقنعة التي يلبسها الناس دومـًا. عجبي، حول نهاية الرواية، ولكن مع ذلك أنا من الذين يؤمنون أن الرواية لها خصوصية عند الكاتب… يحق له تقليبها كيف ما شاء. سؤالي: متى وكيف ولماذا بدأ التفكير الجدي في نشر أول رواية… وما هي الخطوات التي قمت بها… وعندما عقدت النية، هل كنت تنوي نشر آخر ما كتبت في تلك الفترة أم ماذا؟ -على فرض أنه كانت لديك أعمال أخرى قبل أن تنشر أولى رواياتك- ولماذا اخترات ذلك العمل للنشر؟
سقف الكفاية كانت أول عمل روائي أكتبه.. وأول عمل أنشره. وقررتُ نشرها بتشجيع من أصدقائي بعد أن كنتُ أعتزم توزيعها بينهم بنسخ محدودة فقط، للذكرى!
2. عندما أخبرت أحد الزملاء بالمقابلة طلب مني أن أسأل هذا السؤال… وبرغم أني أختلف معه في ما افترضه لكن وعدته أن أضع السؤال.. يقول: ”ما سر نجاح رواية (سقف الكفاية).. و هل هي موجهة للجنس اللطيف بحكم أن غالبية المعجبين من قراء الرواية هم من الإناث؟“
هذا سؤال ملغوم جداً، وربما أتهم نيّاته في إثارة الشقاق بيني وبين القارئات.
لم يكن عندي أدنى تصوّر أن الرواية سيقرأها بشر، فضلاً عن أن أتوقع أي الجنسين سيقرأها أكثر!
* * *
السّائل / بس أحلم
1. لكل كاتب هدف يريد إيصاله إلى القراء..ماهي رسالتك و هل وصلت رسالتك التي أردت؟
أبداً. ليس عندي أي رسائل. ولو كان عندي رسالة ما فلن أزوّرها على شكل رواية. أنا أنظر إلى الأدب الذي يحمل رسالة ما (مهما كانت سامية) بتشكك وريبة!
2. في مكتبة الأستاذ الكبير عباس العقاد-رحمة الله- عندما وقف أحد أصدقاءه عند رف الروايات وجدها قليلة بخلاف غيرها من كتب الأدب فسأله عن السبب فكان رد العقاد ”أن الشعر يختصر العديد من صفحات الرواية في بيت واحد“ ما رأيك في ما قاله العقاد وأنتَ تحمل الصفتين؟
لا أعتقد أن فناً وُجد ليختزل فناً آخر، لنؤول مقولة العقاد بهذا الشكل لتبدو أدق ((بالنسبة لي، بيت الشعر يمنحني شخصياً أكثر مما تمنحني إياه صفحات من الرواية)). هذا معقول جداً إذا قارنّا كثافة الشعر.. بطفافة الرواية.
3. يقول ذو العالية / جابر عصفور: ”أن الرواية هي ديوان العرب الجديـد“
بصفتك شاعر وروائي.. ما رأيُكَ فيما قال؟
أجبتُ على سؤال شبيه أعلاه. أعتقد أن الرواية نضجت لتحتل مساحتها المتوقعة بجانب الشعر، ككل المجتمعات الأخرى، لا أكثر من ذلك.
* * *
السّائل / الاجنحة المتكسرة
1. لم اتشرف بعد بقراءة رواياتك وان كنت قد قرأت عنها كثيراً اولاً اختيارك لعنواين الروايات هو تحديد لمسمى او مصير رواية.على اي الاسس تعتمد لتسمية رواية..قصة الرواية مايدور فيها.. ام تحرص ان تكتب العنوان بطريقة شاعرية جذابة؟
عنونة الرواية عملية عفوية. أحياناً أكتب الرواية حتى منتصفها قبل أن اختار لها اسماً. وبالتأكيد أن اختيار العنوان هو شأن محوري جداً، ولكن ليس عندي قواعد ثابتة لاختياره.
2. كيف يستطيع الكاتب تقييم عمله ان كان يستحق النشر ام لا؟
أقترح عرضه على (سلة أذواق) متنوعة قبل نشره.
* * *
السّائل / x_Angel_X
1. قرأت مقال لكاتبه في مجله اليمامه منذ زمن بعيد، وكان يدور حول نظرهـ الكتاب السعوديين للمرأهـ.. وتصويرهم للمرأهـ السعوديه انها تبحث عن طرف باب مفتووح حتى تنحرف وتنجرف وراء المغريات. وانهم في رواياتهم يعكسون صورهـ مشوهه للمرأهـ السعوديه، وقد ذكرت روايتين هما ”سقف الكفايه“ وروايه ”القارورهـ“ ليوسف المحيميد ماهو ردك على هذا الكلام..؟ وهل فعلا انت تنظر هكذا للمرأهـ؟
اتهام سقف الكفاية بتشويه صورة المرأة السعودية يشبه أن نتهم مصوراً فوتوغرافياً بتشويه صورة إيطاليا لأنه التقط صورة لبرج بيزا وهو مائل!
لم أقرأ المقال لأطّلع على وجهة نظر الكاتبة بشكل أدق. ولكني أعتقد أن ذلك غير صحيح، فسقف الكفاية بالتحديد كانت طوافاً مقدساً حول المرأة. فالأم كانت امرأة ناجعة، وأروى كانت أختاً طيبة. إلا إذا كانت الكاتبة تفترض صورة أخلاقية محددة للمرأة السعودية حسب مرجعية دينية أو اجتماعية ما. وبعيداً عن كل هذا الجدل العريض.. أقول أن الرواية أصلاً ليست محكمة المجتمع، وبالتالي فإن اعتبارها كذلك هو نقص في استيعاب هوية الفن، وماهية الأدب.
2. هل ترا ان هناكـ كبت للمرأهـ السعوديه.. وتقييد لحريتها..؟
هناك كبتٌ في كل مكان، وعلى الجنسين. الحرية فعلٌ معقد لم يعد من السهولة تطبيقه فوق كوكب الأرض!
3. على الرغم من عشقي لروايه ”سقف الكفاية“.. ولكن ألا ترى وجود بعض الحشو مثل ذكر تاريخ العراق والأحداث المتعاقبه عليه..؟
لا أرى ذلك، فتاريخ العراق لم يكن أكثر من صفحتين من صفحات الرواية، ضمن 400 صفحة.